في اطار حديثنا عن مؤتمر لندن أواخر هذا الشهر ، لابد من التذكير بتاريخ ومواقف الاردن التي قدمها ويقدمها ليس على المستوى الاقليمي فحسب ، بل وعلى المستوى العالمي ، فعلى مدار عشرات السنوات مضت وما زال الأردن على أطول خط مواجهة المخاطر في معارك سياسية واقتصادية ،داخلية وخارجية، معارك يخوضها نيابة عن أمته وعن المجتمع الدولي على حد سواء ، دفع خلالها الأردن من الاثمان اغلاها وعلى حساب أمنه واقتصاده وتنمية البلاد.
لا ينكر الأردن دور المساعدات والمنح التي قدمت له في السنوات الماضية من دول العالم وبعض دول الخليج العربي ، لكن هذه المساعدات لم تكن لتعادل دم ابناءه الابرياء في مواجهة الإرهاب العابر إلى حدوده من أنظمة وتحالفات وعصابات لم يكن جزء من مؤامراتها ولا مخططاتها ،بل كان على العكس صمام الامان والاستقرار امام اطماعها ومخططاتها.
و الهجرات التي تعرض لها الأردن في تاريخ الدول الحديثة غير مسبوقة ، قياسا بعمره وحجم سكانه وموارده ، من فلسطين ٦٧،٤٨ وأزمة الخليج الأولى والثانية ،والأزمة السورية وبين هذه الفواجع الكبرى كانت عمان تستقبل مهجرين من البوسنة والهرسك والسودان وغيرها من البلدان وكل ذلك يكلف عالية ما زلنا ندفع ثمنها غاليا .
وبعد أن بلغت الامور ما بلغت ،ها هو الأردن يذهب إلى مؤتمر لندن ،بحثا عن ان يلبي المجتمع الدولي واجبه ومسؤوليته تجاه حق الأردن في النمو والتنمية التي تبنى على الشراكة مع فرص استثمارية أردنية في مجالات الطاقة البديلة والسياحة واستكشاف الموارد الطبيعية والمشاريع التنموية في ناقل البحرين وغيرها كثير يحتاجها أمام تحديات الفقر والبطالة ومعدلات التضخم .
يذهب الأردن إلى لندن ولسان حاله انني ما أزال اسعى للحفاظ على سياسة الاعتدال في سياستي تجاه قضايا المنطقة والإقليم ،وما أزال منحازا إلى عمقي العربي والإنساني على اساس شرعية الحق الفلسطيني والعراقي والسوري واليمني في بناء دولهم بعيدا عن غول الإرهاب في الشرق والغرب ،ويحدونا الامل ان لا يترك الأردن وحيدا ،لأنه الأقرب للجميع.
*mamoonmassad@hotmail.com