عجلون حالة وطنيةأ.د. خليل الرفوع
17-02-2019 12:24 PM
استمدت عجلون حضورَها السياسي من تاريخها الوطني وبعدها الحضاري ؛ فقد كان لقلعتها الصامدة على جبل عوف دلالات نفسية أسطورةٌ حملت بُعْدَ التحدي الصمود والانتصار ، كانت موطنا للكثير من العلماء والشعراء كعائشة الباعونية الشاعرة ، وكانت مركزا سياسيا إداريا مستقلا في أواخر الدولة العثمانية تتبعها مدينة إربد وأكثر من مائة وعشرين قريةً من حواضرها ، والطبيعة الجبلية الوعرة كما هي أكثر مناطق الأردن جعلت أهلَها أكثر تعالقا مع المكان على الرغم من قسوته كما جعلت المكان مِطواعا لطيبةِ أهلها وخشونتهم المُلَقَّحَةِ بالتدين والرجولة والأنفة المتوارثة ، فكان الشعور بشرف الذات والمكان رسيسا غير قابل للذوبان إلا في الدولة الأردنية المعاصرة التي حملت فكرا حضاريا تسامحيا وحدَوِيًّا فكانت عجلون المحافظة التي سارت في القافلة ولم تشكُ عطشا أو مرارة تهميش قد مسَّ أبناء الجبل كما مس أبناء الجبال كلها ، وحينما تهتم الدولة بأعضاء الجسد وتنسى الرأس عليها أن تتحمل تبعاتِ مسؤوليتها وعبث الأيدي بمقدرات الدولة ؛ لأن غياب الرأس يعني تخبُّطًا في السير على غير هدى ، وقد ذكرتني هذه الحالة بقول ابن كثير في كتابه البداية والنهاية الجزء الثامن بوصية سياسية لأحد الخلفاء ، يقول :( إياك وخِيْرَةَ أهل الشرف واستهانتهم والتكبر عليهم) خيرةُ أهل الشرف هم رؤوس العشائر الحقيقيون الذين إن قالوا يُسْمَعْ لقولهم هم الذين لا يُعينون من أي جهة تعيينا إرضائيا تنفيعيا بل تقدمهم أخلاقهم ورجولتهم وحكمتهم وكلمتهم ، هم السَّراة (أهل الشرف) الذين عناهم الشاعر العربي في قوله : |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة