"دبي قمة الحكومات كأنموذج " الشباب الأردني رؤية للمستقبل
د. ثابت النابلسي
17-02-2019 02:41 AM
الشباب الأردني الواعد هم مستقبل الوطن, وقادة الغد, ورجاله الذين يقع على عاتقهم تطور المجتمع في كافة المجالات، وعلى أيديهم تتحقق الأهداف والطموحات في عالم متغير تسوده تحديات وتحولات سريعة ومتباينة، ويعتمد ذلك على ما يوجه للشباب من رعاية تنمي مهاراتهم القيادية، وتمكنهم من صياغة القرار والمشاركة في صناعته.
وحتى يقوم الشباب الأردني بالدور المناط بهم، ويؤدوا دورهم باحترافية، ينبغي أن يتعلموا من المهارات والقدرات ما يؤهلهم لاستثمار طاقتهم الإبداعية، بما يعود عليهم وعلى المجتمع بالفائدة من خلال تنمية إحساسهم بالمسئولية تجاه أنفسهم، وتجاه مجتمعهم ليسهموا في عملية إعادة بناء المجتمع وتطوره.
من هنا يمكن القول إن استثمار طاقات الشباب، وأفكارهم ومبادراتهم لن يعود بالنفع عليهم فحسب بل على المجتمع بشكل كامل, لأن الوطن لن يقوم إلا على سواعد أبنائه الشباب.
لذلك إن من أهم ما يجب استثماره في الشباب هو حبهم لوطنهم وولائهم له، هذا الحب للوطن جاء من خلال نخبة من شباب وشابات الوطن شاركوا بعزيمة في قمة الحكومات بدبي، فطرحوا مشاريعهم ومبادراتهم التي جاءت بجهودهم الفردية، وقدراتهم الذاتية، مسلحين بحب الوطن وانتمائهم لهم، فكانت النتيجة أن حصدوا المركز الأول بمبادرة "سوق فن" هذه المبادرة التي قدمها الشاب الدكتور سامي الحوراني وفريقه المبدع.
تلك القمة جاءت لتفتح باباً للمستقبل من خلال تحليل أحدث التوجهات المستقبلية للشباب، والتحديات والفرص التي تواجهها الحياة البشرية على هذا الكوكب، كما أن هذه القمة أتاحت الفرصة للشباب لعرض أفضل المبادرات والممارسات والحلول الذكية التي تحفّز على إبداعاتهم وابتكاراتهم.
حصول الشباب الأردني المشارك بهذه القمة، وحصول مبادرتهم على المركز الأول، يدل على قوة الإرادة لدى الشباب الأردني، فهي قوة ذاتية الدفع، تعمل بكل إصرار وجهد للانطلاق بقوة لا ترضى أن تكون مشاركتهم فقط من أجل الحضور، بل لوضع أنفسهم في مقدمة شباب الدول المشاركة كأنموذج عالمي.
شباب الأردن يا رأس المال والأمل، نعتذر منكم بشدة تفوق شدة الفرح بكم، لتقصيرنا معكم، فنجاحكم رسالة لنا تشعرنا بعظم تحمل المسؤولية اتجاهكم، فكلنا شركاء في الانتقال من السلبية المقيتة للإيجابية التفاؤلية، والخيار الأفضل للاستمرار في استثمار رأس المال البشري في أردننا هو التميز بشبابه القادر على تحمل المسؤولية، المخلص في أداء واجباته.
من هنا نوجه النداء للجادين بالعمل معنا- يدًا بيد - لنبني أردن الغد، للإتحاد نحو المجد والعلياء، نسطر التاريخ ببطولاتكم وأفكاركم، وإبداعاتكم وطموحاتكم التي تعانق عنان السماء، نتوق إلى سماع الأهازيج التي تغنيها أمهاتكم فخرا ً بكم؛ فنبني جيلا ً من الناجحين ليستمر العطاء.
أيها الشباب الأردني : إن ما حققه نخبة منكم في القمة العالمية للحكومات ما هو إلا باكورة أعمال، ونجاحات كثيرة سترتسم مستقبلًا واعدًا، وتفتح آفاق واسعة.
إنني أخاطبكم اليوم بمشاعرٍ فياضة، أخاطب قلوبكم المملؤة بعبق حب الوطن، وعقولكم المستنيرة، أدعوكم شباب وشابات دعوة أن نجعل الأردن "بوابة المستقبل للعالم" لنجمع كل الجهود ونوحدها، فنضع بصمتنا ونشارك العالم الإنتاج واستشراف المستقبل.
حضوركم بقمة الحكومات حضور مشرف، نفتخر بكم، بإنجازاتكم، كنتم حملة مشاعل النور تحملون مبادراتكم كقناديل تضيء الظلام، شكلتم فيها أنموذجًا يحتذي به شباب العالم.
كنتم منارة للعلم والتحدي؛ كما كانت قمة الحكومات بدبي أنموذجًا تجمع كل الشباب العالمي بكافة أطيافهم، وأشكالهم ومعارفهم وخبراتهم لتبث روح المنافسة، ولخلق بيئة تنافسية يشترك بها الجميع نحو عمل هادف، يساعد على استشراف المستقبل، والنهوض بالواقع البشري بكل جوانبه.
تلك القمة تدل على أن ما حققه الأخوة في دولة الإمارات العربية على المستوى الإقليمي والعالمي من إنجازات يفخر بها كل عربي، ليجعلنا نشارك العالم التطوير والإنجاز والإنتاج، فكانت تلك القمة سابقة فريدة من نوعها، يستحقون عليها كل التقدير وترفع لهم القبعات تحية واحترامًا.
ونحن من منطلق المسؤولية وتحمل الأمانة كمسؤولين في وزارة الشباب الأردنية، وترجمة لرؤى الملكية السامية فإننا نضع كافة الإمكانات المتاحة لتقديم الدعم لشبابنا وشاباتنا، لأن تكون وزارة الشباب منصة راسخة وفق مبادئ وأُطر متكاملة، وأنموذجاً عالميًا للانطلاق نحو المستقبل مستقبل الشباب الواعد.
حمى الله الأردن، وشعبه وقيادته، عاش الأردن، عاش الشباب.