قنوات فضائية واخرى اخبارية، مواقع للتواصل الاجتماعي حقيقية واخرى وهمية؛ وفي ظل معمعة الكترونية بات الحديث عن الاصلاح مسابقة يومية، و الاشارة الى الفساد منافسة وطنية! وبين ما هو على الهواء مباشرة وما هو في الخفاء مقامرة، ما هو مقبول وغير مقبول، مبتور ومجبور، معلوم ومعلول، موجود ومفقود، يتساءل البعض عن صحة الاخبار ودقة الافكار واهمية القرار !!
الوطن ومقدراته، الفساد وسلبياته، بحاجة الى تخطيط استراتيجي وتنظيم ابتكاري، يجعل من رجل الامن اكثر حذراً واملاً، ومن التاجر اكثر تفاؤلاً وجرأةً، من الطالب مجتهداً ومتفوقاً، ومن المعلم مفكراً وعالماً؛ من المواطن مُدركاً ومؤمناً والمسؤول مخلصاً وصادقاً؛ وصولاً لحكومات برلمانية تتوج اصوات مواطنيها بمجلس نيابي شعبي، ومجلس وزراء عصري.
ان زيادة الجاهات والعطوات، وعلى الرغم من اهميتها في المجتمعات العربية، الا انها مؤشر واضح على اتساع رقعة المجاملات والمشاجرات، ودليل على ان ثقافة تطبيق القانون على الجميع ما زالت بحاجة لاعادة توجيه تسمح في ترسيخ سيادة القانون على الوزير والفقير، وعلى المعلم والمتعلم، وعلى الواصل والجاهل.
لم يعد مقبولاً الاستمرار في سياسة وثقافة الفزعة الارتجالية؛ لم يعد مقبولاً تعيين المسؤولين بطريقة تبادلية، وتزيين المقصريين بطريقة تشاركية؛ وانما ان الاوان لترسيخ مفهوم الدولة المدنية القائمة على التعددية الفكرية والسياسية بطريقة حضارية تقدمية، لدولة يعرف كل فرد دوره الحيوي في بناء مجتمعه وتأكيد قيمته العلمية والعملية، ضمن اطار دستوري قانوني يحفظ الحقوق ويلزم الواجبات.