مقولة قديمة ومتوارثة، بأن الاستراتيجيات والخطط والاهداف تتغيير مع تغير المسؤول، وخاصة الوزير، فلا ثوابت في القوانين والأنظمة، وكل جديد على الإدارة يقول لمهنئيه «ساعمل على تعديل القانون والنظام، وسأعد استراتيجية جديدة ».

وعلى هذا المنوال يكون التعليم العام والعالي،ولا يزال المواطن، سواء ولي أمر أو طالب أو معلم، يعيش الحالة الضبابية والرمادية، فالأولى تعني عدم وضوح الرؤية، والثانية تعني عدم وضوح المواقف إزاء قضايا التعليم، فالرؤية غائبة، ولا تظهر إلا برغبة المسؤول الاول، وعلى هواه، والموقف يحدده أيضا المسؤول الاول، ولأن المسؤول والرجل الاول في أي وزارة يتغير بسرعة قبل ان يجف حبر قوانينه المعدلة وخططه، فإن الفوضى هي الطاغية في كل الإجراءات، ورغم وجود مجالس وهيئات تخطيط ومناهج وغيرها،وخطورة الأمر واضحة في التعليم العام والعالي، والنتيجة كما هو معروف تراجع المستوى التعليمي ومخرجاته وجودته، نتيجة العبث الحاصل فيه والقرارات المتغيرة بين عشية وضحاها.

اسئلة الناس واضحة وصريحة، وإن كانت هناك إجابات على بعضها، فمن يضمن بقاء الإجراءات على حالها،وديمومة القرارات إذا ما تغير المسؤول الأول؟

هل سيتم حوسبة التوجيهي؟ والجميع في الميدان التربوي يعلم استحالة ذلك في المدى المنظور، لعدم توفر البنى التحتية، ليس في التربية فقط، بل في الجامعات ولا مستوى المملكة.

هل سيبقى التوجيهي فصلا واحدا؟ أم سيكون هناك دورات متتالية وفق رغبة الطالب ؟

هل سنعود للسنة التحضيرية لكل التخصصات ؟ وهل الإجراءات ستكون ذات جدوى ويمكن تطبيقها في تخصصات كالفنون والاعلام والهندسة، وخاصة بعد التراجع عن السنة التحضيرية في الطب وطب الاسنان والعودة للنظام القديم.

المشكلة ان الاجتهادات كثيرة ويصعب تطبيقها في الميدان، وقد إنتهت حقبة الحُزم في المدارس والادارات المدرسية لم تستوعبه جيدا، وادخلت الطلبة في دوامة يصعب الخروج منها، وأثرت سلبا على اختيارات الطلبة في التعليم العالي، وعادت عنه التربية بعد قرابة العقد من تجربة فشلت على الأقل اداريا، وها هي التربية والتعليم العالي يعودان الى نفس الدوامة من الاحاجي..توجيهي فصل واحد أم دورات، محوسب أم لا، وفي أي مواد،سنة تحضيرية أم لا ؟ وعلى هذا المنوال سائرون مع كل تغيير حكومة ووزير والتعليم يدفع الثمن والطلبة في حقل من التجارب.

ziadrab@yahoo.com

الرأي