* نهضة وطن في جامعة الحسين بن طلال
تعتبر مشكلة وقت الفراغ لدى طلبة الجامعات، من أهم المشاكل التي تؤرق الأكاديميين وصانعي القرار في مختلف الجامعات، وتبرز أهمية ضرورة وضع الخطط والبرامج الهادفة لاستثمار هذا الوقت على المستوى الوطني، بما يعود بالنفع على الطالب والجامعة والمجتمع بأكمله، خاصة مع وجود جانب سلبي مسيطر على الطلبة في استثمار معظم أوقات فراغهم.
وقد أدركت رئاسة جامعة الحسين بن طلال أهمية هذا الموضوع مبكرا، في أول سنة لتسلمها أمانة المسؤولية في الجامعة، فوضعت الخطط اللازمة لتحويل هذا التحدي الى فرص للأبداع والتميز والانفراد، وتغيير الجانب السلبي المسيطر على الطلبة الى جانب ابداعي يساعدهم على التحصيل العلمي المتميز وبناء الذات وتطوير القدرات لديهم.
وفي ذات الوقت، واستجابة للرؤية الملكية السامية لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بضرورة ان تنهض الجامعات بدورها المعرفي والتنويري والتنموي تجاه المجتمعات التي توجد بها، وضرورة انتقال الجامعات من مفهوم خدمة المجتمع الى مفهوم تنمية المجتمع، استجابة لتطورات العصر ومتطلبات الحداثة والتنمية، وضرورة تعميق معاني الانفتاح والتواصل مع أبناء المجتمع المحلي وتأهيلهم بصورة ايجابية تعود بالنفع عليهم وتنعكس على مجتمعهم بالتقدم والرقي.
ولتحقيق هذه الرؤى والأهداف أخذت جامعة الحسين بن طلال على عاتقها وبمبادرة من رئيس الجامعة السعي الحثيث تجاه تنفيذها، فطرحت مبادرة" العلم والثقافة للجميع" كفكرة ريادية تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الجامعات الأردنية والعربية في ذات الوقت.
وبموجب المبادرة يحق لطلبة الجامعة أن يدرسوا أية مادة اضافية مطروحة على مستوى الجامعة من خارج خطة الطالب بواقع مادة واحدة تعادل ثلاثة ساعات فصلية، يختارها الطالب حسب حاجاته وميوله ورغباته في اثراء الجانب الفكري أو العملي لديه، أو لتعويض نقص معرفي في جانب معين، وبعد اجتياز الطالب لمتطلبات النجاح في المادة، يحصل على شهادة تدريبية يصدرها مركز الدراسات والاستشارات في الجامعة بواقع( ٤٨ ساعة تدريبية) لقاء رسم زهيد يبلغ عشرة دنانير للمادة الواحدة.
وقد طرحت هذه المبادرة ايضا للعاملين في الجامعة على اختلاف مسمياتهم ممن يحملون الحد الأدنى من التأهيل العلمي المناسب بنفس الشروط والاحكام للطلبة وبرسم زهيد يبلغ خمسة عشر دينارا للعاملين.
واستكمالا لأهداف المبادرة تم طرح مبادرة" العلم والثقافة للجميع" لأبناء المجتمع المحلي في المؤسسات والدوائر المختلفة ومنظمات المجتمع المدني، باتاحة المجال أمامهم لتسجيل مادتين كحد أقصى في الفصل الواحد بواقع ( ٦) ساعات معتمدة، من ضمن المواد المطروحة على مستوى الجامعة بكلياتها المتنوعة يتم اختيارها حسب ميول ورغبات وحاجة المشارك، وبما يعزز ثقافته وميوله ورغباته، لقاء مبلغ خمسة وعشرون دينارا للمادة الواحدة، يحصل المشارك بعد اجتياز متطلبات النجاح في المادة على شهادة تدريبية من مركز الدراسات والاستشارات تثري سيرته وتعزز كفاءته وانتاجه.
وبهذا تخطو جامعة الحسين بن طلال خطوة كبيرة نحو التواصل الفاعل مع المجتمع المحلي والافادة والاستفادة من المؤهلات والخبرات للجميع بما يحقق التكامل المعرفي المنشود، والبناء الحقيقي لمجتمعات العلم والثقافة والمعرفة، ويساهم في التطوير والتنمية الحقيقية للوطن.
وبهذا تخرج جامعة الحسين بن طلال من الاطار التقليدي لرؤيتها وأهدافها الى الاطار الحديث الشامل لمكانة ودور الجامعات في البناء والمعرفة والتنوير.
وهذه دعوة مفتوحة نيابة عن رئاسة الجامعة للطلبة والعاملين وأبناء المجتمع المحلي لأهمية الاستفادة من هذه المبادرة وغيرها من المبادرات، ودعوة الى وسائل الاعلام والمواقع الألكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي الى ابراز هذه المبادرات وتسليط الضوء عليها لمساعدتها في تحقيق أهدافها خدمة للوطن ولتحقيق رؤية أعم وأشمل للمؤسسات التعليمية.
وجامعة الحسين بن طلال تفتح ابوابها لجميع المهتمين ووسائل الاعلام والتواصل لزيارتها والالتقاء بالمستفيدين من هذه المبادرة والاطلاع عمليا على الأثر الايجابي الفريد والمتميز الذي حققته في بداية انطلاقها.
وستبقى جامعة الحسين بن طلال تتقدم وتنهض لتحقيق الرؤية الشمولية التي تحملها كمشعل نور وضياء ومصدرا للتميز والابداع تليق بالأسم العظيم الذي تحمله، وبالمكان ورمزيته في السفر الأردني الخالد.
الدكتور: محمد صالح جرار
رئيس قسم الاعلام والدراسات الاستراتيجية
جامعة الحسين بن طلال