الفالنتاين وذاكرة اللون الاحمر وتارخ أمة
د.بكر خازر المجالي
16-02-2019 03:18 PM
كضابط دروع سابق تشرفت بالخدمة في القوات المسلحة الاردنية، ومن باب الاهتمام بتاريخ جيشنا العربي كنا نهتم بانواع المدرعات والدبابات الاردنية التي شاركت في العمليات العسكرية المختلفة، وشكلت قيمة معنوية كبيرة ورسمت بسبطانات مدافعها اكثر من صورة اعتزاز وكبرياء في الكرامة وتشرين وحرب 67 وحرب 48.
وازدانت اكثر من وحدة عسكرية او مدرسة بالدبابات والمدافع القديمة التي خرجت من الخدمة ولكنها لم ولن تخرج من الذاكرة الوطنية.
لا زلت اتذكر استعراضنا للدبابات الاردنية القديمة التي توزعت في ساحة مدرسة الدروع الملكية ومع اختلاف اشكالها وتغير تصميمها ،ومن بينها مدرعة نوع فالنتاين من النوع الخفيف والسريع ،وقد عرفت دبابة الفالنتاين قبل ان اعرف عيد الفالنتاين الذي لا اعرف منه ومثل غيري الكثيرين سوى انه عيد المجاملات والحب والصداقة والورد الاحمر ، ونتمنى صدق هذه المشاعر.
لكن التوقف عند الفالنتاين كعيد هو التعبير عن مشاعر عاطفية ولكن التوقف عند الفالنتاين كدبابة هو التوقف عند تاريخ امة ممثلة بجيشها العربي ،
ولكن الرابط هو اللون الاحمر ... والذي يصبغ عيد الفالنتاين العاطفي .... ولكنه عند مثلي هو ذاكرة دم الشهداء الاحمر القاني الذي روى روابي فلسطين وهضابها ..هو لون الشماغ الاردني الاحمر الذي يتلفع الجنود فيه ولا زالت الذاكرة تستحضر صورتهم وهو على اسوار القدس ،
ويبقى الفالنتاين عيدا محترما عند اصحاب مشاعره .. وهو عيد ينعش معنى الحب وقيمته ... وحب الوطن والاخلاص له هو في سياق هذا الحب .. ولا حب غير حب الوطن الذي بأمن ارضه تنبت الوردة الحمراء ونصنع سلة القش ، ونبني كوخ بيع الورد ويجول حاملي الوردات او الباقات في حالة من راحة النفس ،
في يوم الفالنتاين ارغب اهداء الوردة الحمراء للشهيد ، او ازين بها عنق هذا الوطن الغالي ، ونتطلع الى سعادة الناس في الفالنتاين كسعادة من حب الارض ومن الصفاء والهناء المجتمعي ،مع الرغبة الاكيدة ان يعود هذا العيد في كل عام ونحن على خير الوطن وعلى رؤيته وطن سعادة للجميع ،ولنجعل من الوردة رسالة لمنع العنف واسالة الدماء ولوقف الشر ، وليكون الفالنتاين فعلا رسالة حب صادق ووفاء ورغبة جامحة لان نكون دائما وطن الجمال والحب بين الجميع .