حتى سنوات قليلة مضت كانت قضية استيراد قمح فاسد مطروحة على الساحة الاردنية بقوة، لكن بفعل فاعل سرعان ما كانت تتبدد تلك الشكوك وتبرر تلك المخاوف و الاتهامات ثم الإصرار على المضى فى نفس الطريق ، والاستمرار فى استيراد قمح لا يصلح أصلا للاستخدام الحيواني لاحتوائه على مواد سامة ومسرطنة .
وحينما تتطرق لمثل هذه المواضيع و إلى تسلل شحنات القمح الفاسد داخل البلاد تتصدى الجهات الرسمية المسؤولة بأن كل شىء تحت السيطرة ولا مجال للشك اطلاقا.
وفى إحدى النقاط برر مسئول مؤسسة الغذاء والدواء على شاشة المملكة بان المؤسسة غير معنية بمراقبة شحنات القمح قي الصوامع وفحص صلاحيتها للاستهلاك البشري لانه لا يملك الصلاحية في ذلك ، بالمقابل اكدت مسؤولة متقاعدة في ذات المسؤولية بقولها ان شحنات القمح في الصوامع ثبت عدم مطابقتها للاستهلاك فضلا على احتوائها مواد مسرطنة ،، إنه حتى لو كان القمح المستورد غير مطابق للمواصفات فإن الحل هو تنقيته من الحشرات والملوثات وتخزينه بطريقة ترتقي لاستخدامه كخبز لا سيما أن طعام الاردني لا يخلو من مادة الخبز ، وما تأكد لنا ان الحل لدى الجهات المعنية ليس بوقف استيراد القمح الفاسد ، وإنما الاستمرار فى استيراده مع ستر عوراتهّ .
من المسؤول الان عن القمح الفاسد الذي تناولناه عبر سنوات مضت ، ومن هي الجهة المسئولة عن استيراد القمح وتحت إشرافها ومسئوليتها، ولأن الزراعة الاردنية كانت تنتج قمحنا عندها كنا بخير ، في سابق الزمن لم يكن الأردن يستورد سوى القليل من هذه المادة الاستراتيجية بل يصدر القمح والشعير في الخمسينيات الفائتة ، لأن بيوت الاردنيين كانت تنتج القمح ويزاد عن حاجتها ايضا والفائض يباع ، بل كان خبزنا من مطاحننا ومن مخابزنا وهو الامن الغذائي بعينها .
لكن بحكم ظروف بيئية وعمرانية ومناخية اتجه المزارع الى زراعات بديلة كالزيتون والان انتاجنا من القمح لا يكفينا عشرة ايام . أصحاب الفكر الحديث فى السياسة قرروا إلغاء وزارة التموين من الأساس بحجة أنها موضة قديمة، وضمها إلى وزارة جديدة باسم وزارة التجارة والصناعة والتموين ، ومع غياب الاستراتيجية الوطنية للزراعة عن هدفها والتوسع العمراني على افضل أراضي الاردن وانجبها للقمح و تقلص المساحات المزروعة قمحا فى الاردن ، وتطفيش مزارعى القمح من زراعته ، وتحولت الجهات المسؤولة إلىى متفرج تطرح المناقصات لاستيراد القمح ولكنها لا تراقب استيراده وتخزينه وفترة صلاحيته وعدم مراعاة نوعية القمح وطبيعته تبعا للبلد المنتج ، و أمام إحدى عجائب هذا الزمن ، المتاجرة بصحة المواطنيين وتعريض امنهم الغذائي للانزلاق ، تاركين للمواطنيين القمح الفاسد وبلاويه وتبعاتها المسرطنة. أصبح وجود القمح الفاسد داخل البلد أمرا واقعا لا مفر منه ، وقبل أيام قليلة تابعنا أيضا برنامج على شاشة المملكة يثبت ان خبز الاردنيين فاسدة تبعا للقمح الفاسد المتخم بالحشرات السامة المسرطنة .
ولا يتوقف الامر على فساد القمح فقط بل هناك أدوية وأغذية ومنتجات عديدة فاسدة وغير صالحة للاستهلاك تناولها المواطن.
ان تراجع المساحات المزروعة بالقمح والشعير يشكل خطرا على الأمن الغذائي الأردني.