المتقاعدون والمحاربون القدامى : رمح وطني في كنانة الوطن
د.بكر خازر المجالي
14-02-2019 01:33 PM
كانت مبادرة ملكية سامية تحمل التكريم والتقدير للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بتخصيص يوم للاحتفاء بكوكبة ممن قدموا واعطوا وافنوا زهرة شبابهم في خدمة الوطن وحراسة منجزاته ،والذود عن الحمى. عمر المبادرة حوالي خمس سنوات ولكن التكريم والتقدير موصول للمتقاعدين العسكريين بذات التقدير للعاملين ،فالجميع يكملون بعضهم وهم يصنعون المنظومة الامنية الوطنية التي نبقى جميعا في واجهة مسؤولية الحفاظ عليها اينما كان موقعنا .
واختيار يوم 15 شباط استذكارا لذلك القتال الشرس في تاريخه من عام 1968م حين استهدف العدو كامل الواجهة الشمالية للاردن من سيل الزرقاء وحتى نهر اليرموك مستهدفا المنازل والمدن والقرى والمدنيين فاستشهد حوالي 25 مدنيا من ضمنهم ستة اطفال ، وسقط في ذات اليوم سبعة شهداء من جيشنا العربي على رأسهم قائد كتيبة الحسين الثانية الرائد الركن منصور كريشان الذي تمنى الشهادة في القدس ولكن لتكتب له في اطار نفس المهمة في الدفاع عن حياض الوطن ،وليتبع هؤلاء الشهداء عدد آخر متأثرين بجراحهم ،وسمي ذلك اليوم بيوم الشهداء السبعة ليتم اختياره ليكون رمزا لمعاني التضحية والفداء والشهادة لجيشنا العربي الاردني .
المحاربون القدامى وهم منهم الشهداء واخرون رحلوا وغيرهم لا زالوا يعيشون الذكريات هؤلاء هم ذخر وطني ،وتحسن مؤسسة المتقاعدين العسكريين في توجيه جهودها للاستثمار في خبراتهم وتوظيف قدراتهم للاستمرار في نهج الخدمة الوطنية ،وان مرحلة التقاعد هي مرحلة جديدة في الانتاج والعطاء المصقولة بالخبرة والمهارات .
وجانب اخر فان المحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين هم ذاكرة وطنية يحملون ارث الماضي وقصص البطولة ، ومعلومات عن كل الحوادث والمعارك كشهود عيان ،فهم مصدر ثري للتاريخ الشفوي الي تزدحم به صدور الرجال ،ولكن هل احسنا الاستثمار في التاريخ كاستثمارنا في الاقتصاد والمشاريع المختلفة ؟
تخصيص يوم للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين هو يوم احتفالي تكريمي ،ولكن ان توقف عند هذا الحد فنحن اغفلنا رسالة هامة منه وهو توثيق الدور الكبير لقواتنا المسلحة في المعارك وفي خدمة الجيوش العربية وفي الدور القومي والعالمي وفي مجال التنمية والتعليم والبناء .
نتقدم من المحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين بالتبرك والتهنئة في يومهم هذا ،وعهدنا دائما ان نكون الرمح في كنانة الوطن والسيف القاطع ضد كل اشكال التطرف والارهاب ،وان نعتز دوما بانجازاتنا وتاريخنا ،ورسالتنا هي ان الوطن الاردني عبر تاريخه هو وطن الخير والوفاء والعطاء .