مهرجان الخبيزة يعانق في الشونة الجنوبية عطايا الأرض
14-02-2019 01:23 PM
عمون - مع متوالية الفصول والمواسم، وبعد انتهاء (مربعانية) الشتاء، ودخولنا مِزاج الخماسين وسعد الذابح وأخوته (سعد الخبايا وبلع والسعود) وأيام السعد جميعها، أعلن مهرجان الخبيزة عن نفسه، هاتفاً بحناجر الناس والأرض والفلاحين: "الخبيزة تجمعنا".
كيف لا تفعل وهي خبز الحقول، وزاد الرضا عندما يصبح الكفاف عنواناً ومنهجاً وطبقاً منقوعاً بزيت الزيتون وآمال الخضرة الوارفة.
للعام الرابع على التوالي نظمت شركة أبناء الوادي بالتعاون مع مشروع "إرادة" لتعزيز الإنتاجية التابع لوزارة التخطيط والتعاون الدولي، مهرجان الخبيزة جامع حوله في إطار التعاون والتنسيق والتفاعل زهاء 20 جمعية خيرية ومنظمة تعاونية.
"الخبيزة النبتة البعلية البسيطة، هي هبة الطبيعة للفقراء في فصل الشتاء"، يقول الناشط المجتمعي محمد عطية مدير المهرجان وصاحب فكرته.
ويضيف: "إنها لا تحتاج للزراعة فهي تنبت من باطن الأرض بعد سقوط المطر على بذورها التي تكون قد انتقلت بفعل الرياح من مكان ما، ولذلك فهي مصدر دخل جيد للفلاحات والقرويات الفقيرات حيث يهرعن إلى أماكن وجودها ويقمن بجمعها مع عيدانها خاصة ويبعنها في أسواق المدينة".
بائعة واقفة عند جادة الأمل، تنظر نحونا قائلة: "الخبيزة وجبة شهية في فصل الشتاء لا تتقن إعدادها نساء هذه الأيام".
يقترب عطية منها، يمنحها نظرة مشجعة معجبة بما تفرشه أمامها من خبيزة وسبانخ وبصل أخضر وجرجير وغيره. يعود إلينا ليزيد على كلام الفلاحة تعداد مزايا أخرى تتمتع بها الخبيزة متباهية بها أمام رفيقاتها من خيرات الأرض:
"الخبيزة ولسهولة الحصول عليها وطبخها بدون لحم، فإنها غنية بخصائصها الغذائية، فهي الدواء الأمثل لمرضى ضغط الدم المرتفع، كما أن لها خصائص أخرى كمدرة لحليب المرضع، وملينة للصغار والكبار، علاوة على كونها تعد علاجاً لأمراض الجهاز التنفسي العلوي عامة مثل التهابات الحلق والسعال".
المهرجان يقام سنوياً في الفترة ما بين 14 شباط (فبراير) وحتى 21 آذار (مارس).
أما حول دلالات الموعديْن؛ موعد انطلاق المهرجان وموعد اختتامه، فيذهب عطية إلى تفسيرات تغوص في حكايات الشعوب وعادات الناس ومواعيد الفرح: "14 شباط هو يوم الحب و21 آذار هو عيد الأم وانطلاق الربيع ويوم الكرامة. والباقي عندكم".
المهرجان الحافل يشمل بحسب منظميه، قطاعات مختلفة من المجتمع المحلي (أبناء الغور والشونة) والمستثمرين في المنتجات النباتية والحيوانية، وعديد المؤسسات، وزوار الغور، والمدارس كي "نعيد الفتيان والشباب إلى الأرض والطبيعة".