لندن-المملكة المتحدة. لطالما كانت مهنة الطب طريقاً للناجحين والطامحين؛ الدارسين والباحثين؛ العاملين والعالمين؛ يهدف من خلالها الدارسين والباحثين عبر ايام طويلة واسابيع كثيرة واشهر مديدة وسنوات عديدة الى الوصول لاختصاص مرموق واعتراف محقوق!

لقد باتت مسيرة الشباب في تخصصاتهم الطبية مثقلة بالاوجاع ودائرة الاتساع؛ مليئة بالغيوم ومعبأة بالهموم، وبين ما هو ايجابي وآخر سلبي، مقبول ومعلول، وبعيداً عن بعض الحالات الفردية من تعرض الطبيب للضرب والسب، للإتهام والإنتقام؛ يتساءل البعض عن حجم الضغط الذي يعيشه الطبيب من اجل الاختصاص؟ وهل وصل البعض منهم لحالة من الانتكاس؟ وهل تعرض البعض للإبتزاز؟

في انجلترا على سبيل المثال يوجد هنالك ما يسمى ب(NHS) National Health System وهو نظام متقدم يغطي الخدمات الطبية بالكامل، وتوظف NHS حوالي مليون وثلاثمائة الف شخص، وتعتبر مهنة الطب هنالك من المهن الإنسانية الأساسية، ويشكل المثلث الطبي المتمثل بالطبيب والعلاج والمريض شكلاً هندسياً متكاملاً، فتوفر العلاج الصحيح وتشخيص المريض الصحيح واختصاص الطبيب الصحيح من الامور ذات الاهمية القصوى في تطوير القطاع الطبي المبني على راحة الطبيب وفائدة المريض؛ يستلزم كل ذلك توفير العلاج الملائم والمساحة الكافية للطبيب للعيش دون ضغوطات غير طبيعية او استحقاقات غير منطقية، حتى يستطيع الاستمرار في أمله والإبداع في عمله.

ان من الحكمة اليوم، وتماشياً مع التطور العالمي في المهن الطبية، وفي ضوء التقدم الذي تشهده الاردن في هذا الميدان، ومع اقرار قانون المساءلة الطبية، وتزايد حالات الاخطاء الطبية الفردية، في ان يتم اعادة النظر في بعض البرامج والآليات والترقيات والامتحانات والتقييمات للاطباء ضمن اطار شامل وكامل، لينعكس كل ذلك على الطبيب في حياته الشخصية والعملية، ويجعله اكثر هدوءاً وافضل انجازاً؛ اكثر علماً واقل تعباً.