في هذه الحياة إن كنت شخصاً طيباً لطيفاً نقياً، فلا تتعجب أبداً إذا ما وجدت مجموعة من الناس تحاربك ؟! نعم تحاربك... ولا تسأل عن السبب إطلاقاً ؟! لأنه وبكل بساطة هم لا يطيقون كمية كمية النقاء والجمال التي تحملها في قلبك... لذا ستجدهم دائماً يسعون للبحث عن شتى الطرق، لتلويث ذاك النقاء والعبث به فيطفؤوا النور في قلبك، ليسلبوا منك ذاك الجمال وتلك البراءة الظاهرة على ملامح وجهك مهما كبرت في السن، لا يعلمون أن السر يكمن في نقاء سريرتك.
يزعجهم كونك محب للخير سخيٌ معطاء... لا يطيقون رؤية تلك النعم التي ميزك الله بها عن كثير من خلقه، ولو أمكنهم لقطعوا الخير كله عنك، ولكن بفضل الله أنَّ رزق الإنسان وسعادته وحياته بيد الله وحده.
يرعبهم تميزك... كونك نادر الوجود... كونك مبدع في شتى المجالات... كونك مازلت تقاوم وتقاوم ولم تسقط بعد... يُجهدهم كونك مختلف... متألق... مضيء، لذا ستجدهم يكثفون جهودهم ليسلبوك ذاك التميز و ذلك النجاح وتلك الثقة العالية بنفسك، فيغرسون أنيابهم فيك ليمتصوا دماءك. يقول الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه: " كلما زاد حظك من الدنيا كلما قست عليك القلوب أكثر، وكلما عَلَتْ مكانتك كلما نظرت إليك العيون شَزَراً ".
نعم هؤلاء هم أعداء النجاح... لن يرتاح بالهم حتى تنطفئ... ولن تَشْفَى صُدورهم حتى يرونك تموت ويموت إبداعك، ليتلذَّذوا برؤيتك منكسراً... ضعيفاً... محبطاً... تَمَلَّكَتْ أرواحِهُم رغبة عظيمة عميقة في رؤيتك محطماً حزيناً، يبحثون عن مختلف الطرق والوسائل لهدمك... تحطيمك... إهانتك... ثم لا يريدون أن تبدي أي حراك، يريدون أن تَبْتَلِع السكين وتبقى متفرجاً... ولو كان بيدهم أن يقطعوا عنك الماء و الهواء لما تردَّدوا لِلَحْظَة.
ولو نظرت لوجوهِهُم لَقُلْتَ عنهم أنهم ملائكة الرحمن... لكن في لحظةٍ ما لابد لتلك الأقنعة أن تسقط، لأنهم لن يستطيعوا الاستمرار أكثر في الكذب والنفاق والتملق، فإذا ما سقطت أقنعتهم ظهرت تلك الوحوش البشرية، التي فاق خُبْثُها خُبْث شياطين الجن.
هيا يا صديقي لا تبقى منتظراً أن ينتشل يَدَكَ أحدهم ويساعدك في السعي لأحلامك... ضع يدك الأخرى بيدك وانتشل نفسك بنفسك وكن أنت الرقم الصعب... انهض وقاوم وانتزع انيابهم من رقبتك وتخلص من سحر تأثيرهم ومن كل تلك الشوائب العالقة فيك والتي تعيق سيرك إلى هدفك العظيم... شُدَّ من أزر نفسك بنفسك، و وَظّف جُلَّ قدراتك وطاقاتك في تحقيق أحلامك... فإن لم تفعل سيوظفك الآخرون لتحقيق أحلامهم.
كنصيحة مؤقتة، في هذه الحياة وهذا العالم الذي نعيشه، عليك أحياناً أن تتعلم القسوة، فليس الجميع تصلح الطيبة معهم، لأنهم غالباً لن يُحْسِنوا التقدير، ولكن كنصيحة مخلدة حارب من أجل أحلامك، ونافس بشرف، عِشْ من دون تلك المجاملات البائسة، والمصالح الباهتة، فحتماً هناك شخص من الذين تتعامل معهم من الممكن أن يأخذها بروح المصداقية، ويقترب منك بكل دوافعه البريئة، ويعتقد أنك تقدم التقدير والكلام الجميل من أجله... رِفْقاً بالقلوب... فالنجاح الذي لا يقوم على المبادئ والأسس والدين القويم لا يعتبر نجاح، بل هو فشل ذريع وسقوط إلى الهاوية، لأنه قائم على أشلاء ضحايا المصالح.
Shahed.alqady@gmail.com
Youtube Channel: Shahd Ward