لفتة هاشمية كريمة لربيع شهاب وللفن الأردني
د. محمد حيدر محيلان
13-02-2019 01:09 PM
أما قبل: فنفخر باللفتة الهاشمية الكريمة من سمو الأمير الحسين بزيارته لمنزل الفنان المبدع والمميز ربيع شهاب –عافاه الله – فقد ادخل السرور عليه وعلى اسرته الصغيرة زوجته وأولاده، واسرته الأكبر نقابة الفنانين، والاسرة الأردنية بكافة اطيافها، فتحية اكبار وتقدير لسموه، وفعلا لفتة كريمة وبوقتها.
وأما بعد: فربيع شهاب ذلك النجم العربي، الذي خبا نوره ونضب عطاؤه، وانزوى يقبع في بيته تارة أو أحد المستشفيات تارة أخرى، جراء تعرضه لجلطة دماغية اوقفته عن الحركة والكلام، وشلّت حركته وعمله الفني منذ العام 2003،
لقد اشغله المرض، وهو الممثل المبدع، ونجم الدراما العربية الذي طالما ترجم دور ابن الوطن المهترئ والمنكوب ونقل رسالة مقدسة عن الواقع الأردني بكل تفاصيله وحيثياته، بالاشتراك مع الفنانين الأردنيين المميزين.
ان النجم ربيع شهاب عافاه الله وشافاه، ورفاقه المميزين بحاجة الى دعم ورعاية وتقدير، والوقوف على حالتهم الصحية والمعيشية، من كافة المعنيين والمسؤولين. وهم بحاجة لبيئة حاضنة ومناخ حر وجمهور متلقي ومتذوق واع ومثقف لينطلقوا بقوة وعزيمة وكبرياء، والا لن ينهض الفن الراقي والعلوي الجاد ويبقى الفن الهابط السفلي يحتكر الساحة ويسيطر على عقول الشباب التائهين.
ان هؤلاء هم ثروة وطنية، تقدم للوطن والأمة نتاج وافر، وعطاء مضاعف ومميز عن الاخرين، ألا يستحق هؤلاء الجنود المجهولون اللفتات الكريمة والدعم المستمر، اسوة بما فعل سمو الأمير الحسين رعاه الله، من اعلى المستويات بالدولة ومما يليهم من المسؤولين مرورا بكل الجهات ذات الاهتمام من وزارة الثقافة والنقابات المهنية، وانتهاءا بأفراد المجتمع ومؤسساته المدنية، بما يشعرهم بالرعاية والاهتمام والعناية المركزة والمستمرة ؟؟ بل يجب ان تتطور اللفتات الى انزياح كامل وانحياز شامل تجاههم، بما يتمثل بالرفد المادي والمعنوي، لحماية هذه الفئة من الذبول او الانكسار والتلاشي، كيما نفقدها ونقعد بلا تاريخ ولا تراث ولا عنوان.
وهؤلاء هم دعاة وأنصار العمل الفني العلوي الجاد، بأشكاله التعبيرية المختلفة، الذي يعمل على تشكيل الاتجاهات والقيم الاجتماعية الإيجابية والنبيلة، وترفيه المجتمع، والارتقاء بالذوق الفني العام لمستوى متقدم، بعكس الفن السفلي الهابط الذي يهوي بالمجتمع وافراده لأسفل سافلين، ويدمر تراث وثقافة الامة.
ان من ينكر هؤلاء المبدعين، وينكر الأهمية الاقتصادية الكبيرة للفن والفنانين، وما يعود منه على الناتج المحلّي الإجمالي للدولة، والاهمية الاجتماعية التي تحسن الأوضاع المعيشيّة للأفراد، والثقافية التي تعزز القيم الفاضلة الإيجابية في نفوس أبناء المجتمع، هو غافل او يتغافل، فيجب تنبيهه أو إيقاظه من غفلته.
ان كبار النجوم العربية كأم كلثوم وعبد الحليم ومحمود ياسين وعادل امام، وغيرهم من عمالقة الفن المصريين، لو لم يجدوا من يأخذ بيدهم من البداية ويتعهدهم بالكلمة الراقية واللحن المميز والقصة الهادفة والسيناريو المبدع، لما اشتهروا وبقيت موهبتهم وابداعهم حبيسة حناجرهم وصدورهم. الا يحتاج الفنانون الأردنيون من يتعهدهم ويأخذ بيدهم؟ مثل كتاب أغاني مبدعين ومميزين وملحنين بارزين، للخروج بفن مميز واغنية اردنية تنتشر للعالم ؟؟!! الا تسمعون الأغاني الأردنية فارغة المحتوى والمضمون؟؟ فكلها تتساوى بالشكل والكلمات، فقد تصلح للدبكات وزفة العرسان، لما تحتويه من هيزعيات وصراخ حماسي لحظي، وهز خصر واكتاف الدبيكة، أو لا، لان كثير من الاهالي والعرسان لا يتقبلها.
...اين وزارة الثقافة والجهات المعنية ؟؟ لما لا يكون هناك مسابقات لكتابة الاغنية الرائدة والعمل الفني المسرحي الراقي والموسيقى الفخمة الأردنية التي تتميز وتأخذ موقعها على مستوى عربي على الأقل.
أعتبر هذا بمثابة شكر وعرفان لسمو الأمير الحسين رعاه الله، لالتفاته للفنانيين وللفن في الأردن، وبمثابة صرخة للمعنيين ليستفيقوا وينهضوا من سباتهم ويروا ويشاهدوا وعي وأدراك سموه الجميل والكريم، لهذا القطاع وهذه الفئة المتداعية والمهجورة من زمن بعيد وتكاد تتلاشى... لعلهم يتنبهون ...فهل من مدكر؟؟