الأردن والكويت صوت الاعتدال والحكمة
صدام حسين الخوالدة
13-02-2019 12:40 AM
من يتابع سياسية ومواقف الأردن والكويت في السنوات الأخيرة التي شهدت الكثير من التجاذبات السياسية والتي حكمت مواقف الكثير من الدول، لكن مواقف البلدين بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وصاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح واللذين باتا اليوم نقطة الاتزان والحكمة في المنطقة ازاء التعامل مع الكثير من الأحداث من حولنا عربيا وإقليميا ودولياً، وهو ما جعلهما يحظيان باحترام عالمي على مواقفهم الراشدة في منطقة اصابتها عواصف من جنون الساسة وتجاذباتهم، إلا إن الحكمة والعقل ظلا سمة مميزة تقود سياسية هذين البلدين ومواقفهما التي تعبر عن ذلك لاسيما داخل البيت العربي.
الأردن و الكويت لم يكونا يوما إلا في صف الإجماع العربي ولم يسجل عليهما ان يكونا طرفا في اي من الأزمات أو تبني أي طرف داخل دولة أخرى بل كانت تنطلق دوما من التوازن المعهود عن قيادتهما اللتين تقودان مواقف بلادهما..، وبكل تأكيد هم يعبرون ويمثلون بلديهما ونظامهما السياسي بكل مكوناته ارضا وشعبا وحكومة وقد شكلت هذه المواقف الحكيمة بمجموعها نهجاً رسم معالم طريق سارت عليه الدولتان على الدوام.
على صعيد العلاقات الأردنية الكويتية كان جوهر هذه العلاقة يزداد متانة وتقارباً وتلاقياً في معظم الأمور لتشكل هذه العلاقة بين قيادات وشعبي البلدين مثالاً يحتذى فهي علاقة الشقيق بالشقيق ويعلم جميع الأردنيين أن الأيادي الكويتية الداعمة لنا في ظل الأزمات الاقتصادية الصعبة التي نعاني منها، كانت في طليعة من يدعم ويساند الأردن بأدواره الإنسانية نيابة عن المجتمع الدولي وفي سبيل دفع الأردن ليكون ويبقى دوما اقوى وأكثر صمودا في مواجهة كل التعقيدات التي يعرفها الجميع.
لا يخفى على أحد أيضا أن دعم الكويت للأردن ليس فقط اقتصادياً بل دعم سياسي يتعلق بمواقف الأردن من القضية الفلسطينية وملف القدس، وجميعنا يدرك الدور الذي قامت به الدبلوماسية الكويتية في الأمم المتحدة لتأكيد الموقف الأردني الهاشمي المدافع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وعلى صعيد البيت الخليجي يبرز الدور الكويتي في محاولة رأب الصدع داخل هذا البيت الذي نتمنى أن يعود كما كان.
كأردنيين وكعرب نقول شكراً للكويت على مواقفها الداعمة للأردن، و شكراً للكويت على كل هذا الاعتدال والحكمة في محاولات معالجة كل أزمات العرب والمسلمين، و شكرا للكويت وأميرها على كل مواقفه تجاه الإنسانية في العالم أجمع والتي لا تخفى على أحد، فهو أمير الخير وأمير الحكمة وامير العطاء بلا مواقف سياسية ينتظر تسجيلها أو أهداف يسعى لها سوى رؤية الأشقاء بحال افضل وأقوى لايمانه العميق بذلك.
وأخيراً نتمنى لهذا الانسجام الأردني الكويتي أن يبقى على الدوام والذي تؤكده زيارة رئيس الوزارء الكويتي لعمان وما تم من اتفاقات تخدم البلدين بقيادة جلالة الملك وسمو أمير الكويت واللذين يشكلان معاً صوتاً قوياً للاعتدال والحكمة والعقل الذي تحتاجه منطقتنا وإقليمنا أكثر من أي وقت مضى.
الراي