أصبحنا نعيش حياة معتمدة ذاتيا على الأفق و أصبحت حياتنا بالفعل يوم واحد نعيشه كل يوم بأحداثه وهذه الأحداث نعيشها كل يوم فأصبح روتين إعتيادي بالنسبة لنا، وعندما أنظر إلى نفسي فإنني أعيش على ذلك الأمل البعيد الذي أنتظره كل يوم مجددا لأستمده صباحا وينطفئ ليلا، وليس نفسي فقط إنما نفوس الشباب الأردني اليوم، وتذكرت ذلك الموقف الذي جمعني برجل كبير بالسن عندما قال لي: نحن كبرنا وعملنا وتزوجنا وانتهى مستقبلنا لكن ماذا عنكم أنتم الشباب في أيام صعبة كهذه، أصبحت أسير في الطرقات وكأنني أقرأ أفكار كل شاب أردني أنا كيف سأتخرج وكيف سأعمل وكيف سأتزوج وكيف سأبني نفسي وكيف وكيف؟
إلى من أوجه تلك الرسالة و إلى أي طاولة مسؤول سأقوم بوضع رسالتي عليها أو عن أي فساد سأقول لهم عن جامعاتنا التي هدفها الحرية للشباب والواقع غير ذلك تماما أم مفهوم الخطأ الذي يحاوطنا من حولنا أم عن الظلم الذي نوقع به نتيجة ظروفنا الخارجة عن إرادتنا أو ماذا سأقول لهم عن السيرة الذاتية التي نرسلها إلى كل مجال لنأمن وظيفتنا ومصيرها القمامة أو سلة المهملات ويبقى ذلك الشاغر متاح لذلك الإتصال الهاتفي بدقيقة واحدة وتفتح بوابة المصالح عبره أو ماذا سأقول لهم عن حقوق الإنسان المتاحة للمواطن الأردني ولا نرى منها شئ أو عن الأموال العامة المستحقة من الأموال الخاصة بضرائب وكهرباء وماء وتأمين وترخيص وغرامات وغيرها كثير أما كفى الفساد من حولنا أما كفى الرقم الثابت في ديوان الخدمة المدنية أما حان الوقت لكي يتحرك بنزاهة وشفافية أما حان الوقت للنهوض للمستقبل بظروف معقولة ومنهج منصوص على مبدأ العدالة أما حان الوقت لإستغلال كل درجة علم وكل إبداع أردني ليعمل في بلده ضمن الحق و ها نحن نراهم يهاجرون إلى بلدان أخرى، عزيزي القارئ وكنت من تكون ولا نخصص أحدا ولا نعمم أحدا فنحن نجتمع تحت محور "إنسان" أنا أراهن على كل مواطن بقولي فنحن نحب الأردن ونعشق تراب الأردن ونريد لوطننا ثم لبلداننا العربية ولا نريد لغيرنا ونريد التطور والمنافسة بجميع مجالات الحياة لبلدنا، أما أخبرك عن المغترب الذي بداخله لهفة المشتاق لوطنه ويتابع أخبار وطنه أكثر من تواصله مع أهله، أما أخبرك عن طفل يكبر ويدرس ليصبح شاب وباع ولم يشتري و تعين بمبدأين أولهما بداخله أنا لم أجتهد لأجلس على ذلك الكرسي، والثاني أمام الناس أنا مسؤول أحرك ولا أتحرك وأوقع ولا أقرأ وأقاضي ولا أحاكم، والله أنتم من غير مبادئه الذي يزعم بها وأنتم من جعل الطمع والشجع ينتاب لنفسه ليصبح ضمن لائحة الفساد بالعدالة ولا يصبح بالواقع وسيكبر عليكم وعلينا وننتهي بإنجاز أنجزناه نحن جميعنا ليترك وطنه ويهاجر ويصبح مبدأه "اللهم نفسي" وليست المشكلة هنا، إنما المشكلة أنهم يتكاثرون بواسطة بعضهم البعض بل إنهم يتنافسون على لائحة الفساد بالصعود إلى القمة والآن وصلنا إلى كلمة واحدة صعب التغلب عليهم، وعندما يجلسون معك يريدونك أن تتكلم عن الحال الذي نعيشه بأنه أفضل حال، يا عزيزي لا تلومني وليس لك الحق أن تلومني على كلامي فكل مدير شركة لو جلس مع أصغر موظف بشركته ويسمع حاله ويستجيب له سيتغير حال الشركة وهكذا البلد لو كل مسؤول نزل إلى الشارع الأردني وإستجاب للمواطن لكان الحال أفضل أو حتى أقل نسبة ضرر على الجميع، ولم يبقى بوسعنا إلا أن نقول كان الله بعونك يا وطني.