نعم للمؤتمر الوطني .. ولكن للصحفيين فقط (1)
امجد معلا
17-08-2009 12:39 PM
قرار نقابة الصحفيين الاردنيين بالتوجه نحو عقد مؤتمر وطني للصحافة هو الخطوة الاولى الجدية نحو الاصلاح الذي يجب ان تسبقه عملية تشخيص دقيقة لكافة المواجع التي يعاني منها الجسم الصحفي الاردني منذ مطلع التسعينيات وحتى يومنا هذا .
فكرة عقد المؤتمر بحد ذاتها هي الخروج الآمن من دائرة الحوار حول الصحافة المستمر لأكثر من خمسة عشر عاما في الاردن دون الوصول إلى صيغ تنقذ هذا الاعلام من البراثن التي تمسك به لان من تحدث باسم الصحفيين طوال تلك المدة هم الذين "يخربون" الاعلام ويبيعونه ويشترونه كيفما شاؤوا وبالاثمان التي تتوافق مع مصالحهم والتي تجيء احيانا مادية واحيانا اخرى معنوية أو سلطوية أو لنقل بصراحة لتعزيز نفوذهم وسطوتهم في كل الاتجهات .
الصحفيون وحدهم الذين يجب ان يتحدثوا في هذا المؤتمر ليقولوا بصراحة وبجرأة الصحفي ان ارتهان العملية الصحفية بكافة مراحلها بيد زمرة من المتكسبين هو اساس المشكلة وجوهرها وابعادهم بقوة قانون الصحافة عن التدخل في الشأن الاعلامي هو بداية الحل .
وعليهم ايضا ان يقولوا ان من حقهم العمل وفق قانون واحد هو قانون الصحافة الذي يعد قانون نقابة الصحفيين اساسا له والاهم هو ان لا يتم تعيين الصحفي واقالته من عمله وفق قانون العمل والعمال بل وفق قانون الصحافة الذي يعمل بموجبه وان تكون النقابة هي المرجعية المهنية والاخلاقية الوحيدة بمعنى اخر ان تتحمل النقابة مسؤولياتها المهنية والاخلاقية كاملة تجاه المحافظة على نقاوة الرسالة الإعلامية وحمايتها وبالتالي حماية الصحفي الناقل لتلك الرسالة .
ومثلما يعاني الراي العام من بعض مخرجات الاعلام علينا ايضا ان نعترف بأن الصحفي يعاني هو الاخر وفي حالات عديدة يتعرض للقهر والابتزاز والظلم المادي والمهني الذي يمارس ضده من الداخل اهواء ادارية تتعارض تماما مع طبيعة المهنة الصحفية.
وقبل ان نحاسب الصحفي على كل مؤسسات الدولة الحكومية وغير الحكومية ان تسأل نفسها ماذا قدمت هي للصحفي وللتذكير فان الايام التي كانت فيها سائدة الاحكام العرفية التي كانت تقيد الاعلام فقد كان الصحفي يحظى بامتيازات كبيرة تساعده في حياته مع انه ابدى تفهما واضحا لطبيعة تلك المرحلة وتعامل معها بمسؤولية كاملة اما وقد انتهت تلك المرحلة واصبح مطلوبا من الصحفي مزيدا من الحرية المسؤولة فقد ترك ليواجه طغيانا اخر من هؤلاء الذين وجدوا في تحول الاعلام إلى سلعة تجلب الكثير من الكسب المادي فرصة مواتية لهم لممارسة القمع على الصحفي .
هذه الاوجاع بطبيعة الحال هي جانب من المشكلة ولكنه مسكوت عنه وهناك جوانب اخرى قانونية ومهنية تستوجب التشخيص وايجاد الحلول داخل المؤتمر المزمع عقده حول الصحافة والاهم من ذلك كله هو ان يكون هذا المؤتمر للصحفيين فقط ليقولوا فيه كلمتهم ويضعوا الحلول والقرارات التي تساعدهم في تخطي كل العقبات التي تحول دون اداء واجبهم المهني وفق رؤية وطنية شاملة على ان تودع تلك القرارات لدى نقابة الصحفيين لتعمل على تنفيذها ....... يتبع