مهندسة معمارية ليبية ترسم الملكة رانيا بتقنية فريدة
12-02-2019 01:56 PM
عمون - رسمت المهندسة المعمارية الليبية، التي تعيش في الأردن منذ 3 سنوات، منى بلال، صورة بتقنية فريدة للملكة رانيا العبدالله، باعتبارها إحدى أهم الملهمات للمرأة في الوطن العربي والعالم وأكثر اهتماما بالتعليم والقضايا الإنسانية.
ورُغم أنَّ بلادَها تعيشُ منذُ ثمان سنوات أحداثا صعبة، وظروفًا استثنائية، إلا أن منى قالت إن الملكة الأردنية تتسبب لها ولكثير من النساء في ليبيا بطاقة إيجابية يومية، خاصة وهي تتبنى مشاريع الطفولة والتعليم، وتزور الأردنيات الرياديات، وتستقبلهن وتدعمهن وتُسهم في تمكينهن في شتى المجالات.
المهندسة المعمارية الليبية، كانت مترددة كثيرا في مغادرة بلادها الى الأردن، إلا انَّها اتخذت القرار بذلك بعد أن حصلت على فرصة عمل في المجال التلفزيوني، ومنذ لحظة وصولها وهي تتابع عن كثب نشاطات الملكة واهتمامها بالمرأة الأردنية.
قررت بلال رسم صورة للملكة رانيا، لكن ليست كأيِّ صورة فهي تقنية لا يرسم بها كثيرون، وتعتمد على الرياضيات والمثلثات والنسب الذهبية، وقد قامت برسم صورة للفنانة العالمية أنجلينا جولي خاصة وأن هذه الفنانة تحمل قصة إنسانية كبيرة من أجل الطفولة.
التقنية الفريدة تسمى الشبكة المضلعة ثلاثية الأبعاد تقول منى، أو ما يسمى "LOW POLY"، وتضيف أن الشبكات المضلعة تُعد إحدى الطرق الرئيسة لنمذجة كائن ثلاثي الأبعاد لعرضه بواسطة جهاز كمبيوتر، ويمكن للمضلعات نظريًا أن يكون لها أيّ عدد من الجوانب ولكنها تقسم عادةً إلى مثلثات للعرض، وبشكل عام كلما زاد عدد المثلثات الموجودة في الشبكة ، كلما كان الكائن أكثر تفصيلاً ، ولكن كلما كان ذلك أكثر كثافة من الناحية الحسابية ، تم عرضه.
درست منى مع شركة أمريكية اسمها أوتو ديسك، وهي متخصصة بالبرمجيات وتعمل على إنتاج الحلول التقنية للتصميم وبرامجها، وتؤكد منى ان لا أحد من المصممين يستطيع استثناء هذه الحلول أو الاستغناء عنها في أي مجال تصميمي.
تؤكد بلال ان حُلُمًا بالملكة رانيا زاد من رغبتها في الإقامة بالأردن، ولأن العفوية ترافق حياة الملكة، وان أي أحد قد يستطيع مقابلتها في الشارع او في الأسواق، فقد تحققت رؤيتها في أحد المجمعات بالعاصمة عمّان وهنا بدأ تصميمي على انتاج صورة لها بتقنية فريدة.
3 أيام من الرسم للصورة، حتى تخرج بصورتها النهائية تؤكد منى، وتقول إن الهدف من الرسم لتكون صورة فريدة من إمرأة ليبية تسكن الأردن، لسيدة بحجم الملكة رانيا وتأثيرها في الحياة وهي تنشط حقوقيا وتمكن النساء اللواتي تعرضن طويلا للاقصاء والتهميش في مجتمعات كثيرة في دول العالم كافة.
منى مثلت ليبيا في العام 2017 بمؤتمر عقد حول حقوق المرأة وكانت تمثل الحقوقيات الليبيات، وخلال هذا المؤتمر تقول إنها قابلت برلمانيات أردنيات ووزيرة أيضا، وسمعت وشاهدت كثيرا عن جهود الملكة ولهذا أرادت أن يكون لها أثرا ولو بسيطا لجهودها كرسم صورة غير كل الصور.
وتضيف أنها لم تتحصل على صورة مع الملكة وقررت رسمها واهدائها لها، وتبين انه في سنة من السنوات وجدت أحد أصدقائها يرسم بطريقة تقنية تعتمد على المثلثات فقررت أن تتعلم هذه التقنية المعتمدة على المثلث كعنصر أساسي من أيام دراستها.
وتلفت إلى أن لديها شغفا كبيرا بالتماثيل الإغريقية خاصة التي تُركز على وجه المرأة، ومعروف عن الإغريق أنهم أكثر من استعمل النسبة الذهبية في وجوه أجسام تماثيلهم, ومن ناحية اخرى تكرار عنصر كالمثلث في الرسم يشبه فكر عمل الفسيفساء في الحضارات الإغريقية والرومانية.
تشرح بلال النسبة الذهبية في الرياضيات وانها تتحقق عندما يكون مجموع عددين مقسوم على أكبرهما يساوي النسبة بين أكبر العددين إلى أصغرهما، ولو نُظر إلى مستطيلات مختلفة، لوُجد بعضها أجمل من الآخر.
وتضيف أنه وفي معظم الأحيان تكون نسبة أبعاد هذه المستطيلات بعضها إلى بعض هي نفسها، وتسمى هذه المستطيلات "المستطيلات الذهبية" وخارج قسمة طولها على عرضها يسمى "الرقم الذهبي."
وبينت أنها حاولت تطبيق هذه النسبة على وجه الملكة بحيث يكون المستطيل المركزي هو عين الملكة وهو مركز النسبة وبهذا يصبح كل ربع من الرأس متمثل داخل مستطيل من المستطيلات.
منى تبين أنها عشقت هذه الطريقة وتعلمتها وحاولت ان تكون النسبة صحيحة فعملت عدة وجوه منها وجه الممثلة انجلينا جولي، التي لاقت اهتمام الكثيرين حتى الفنانة العالمية قامت بالإعجاب بها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، ومن هنا بدأت في رسم الملكة رانيا وأخترت صورت شعرت أنها تعنيها؛ لأنها صورة فيها سعادة وروحا.
تقول بلال إنها وبعد اختيار الصورة تفاجأت بأنها نفس التي يستخدمها الموقع الرسمي للملكة كصورة أساسية وبالتالي اقتنعت أن هذه الصورة تمثل الكثير للملكة وللأردنيين وحتى للنساء لكمية البساطة التي تحملها.
وعن طريقة الرسم قالت إن الرسم أخذ منها 72 ساعة متواصلة، تم رسم كل مثلث منفرد, وعملت الفنانة الليبية على أن تكون عين الملكة مركز النسبة الذهبية وأن تكون الخطوط متوازنة في نصفي الوجه.
منى عبد الرحمن بلال هي فتاة ليبية متخصصة بالهندسة المعمارية، مواليد مدينة بنغازي الليبية، وتعيش في الأردن منذ ثلاث سنوات، وتعمل في المجال التلفزيوني كمعدة برامج رئيسية.
يذكر أن الكاتب الفرنسي دلدار فلمز ألف كتابا أسماه "تاريخ الرسم" اعتبر أن كلمة الخط لها مدلول واسع، واللون من أكثر العناصر إثارة، وأكد اختلاف حساسية الألوان عند الناس فبعضهم لا يرى الأبيض والأسود وما بينهما، وبعضهم الآخر لا يرى لوناً واحداً معيناً.