أنجز الطالب هاشم الحديد تجهيز وتسمية قاعة البتراء في جامعة الصداقة بين الشعوب في موسكو ، مبرراً هذا الجهد بأنه لأجل وطنه وغيرة عليه، وبأنه من الباقيات الصالحات التي تبقى في الأرض وتثمر خيراً في كلّ زمان.
هاشم يدرس الماجستير هناك، وتخرج في الجامعة الاردنية، وككل الأردنيين لا سبيل للتغيير عندهم إلا بالعلم، فذهب لبلاد الروس، ليجد أن كلّ الطلاب من مختلف الشعوب يخدمون بلدهم، ويفعلون لأجله شيئاً ما، ولكن بعض الاردنيين قلوبهم شتى هناك، فليس كل حامل لجواز السفر الأردني والرقم الوطني، معني باسم الأردن، فهناك من يستعمل البلد وجوازها مجرد وثيقة سفر، وهناك من تعنيه وتعيش معه ويهمه اسم الاردن وسمعته وأساطير اجداده وتاريخ أهله وحضارة وطنه، فكانت قاعة البتراء.
المؤكد تاريخياً أن المؤرخ العلامة أ.د عدنان البخيت ابان كان طالباً في الجامعة الامريكية في بيروت في ستينيات القرن الماضي، أسس مجلة باسم البتراء، كتب فيها كتّاب عرب واردنيون، وكانت بيروت آنذاك مرجلا فكريا، وكان الاردن مستهدفا ومتهما من القوى التقدمية العربية بأنه عميل للغرب، فأسس البخيت مجلة البتراء لتكون منبراً أردنياً في مواجهة البنادق ومنابر الاتهامية والعمالة.
ذات الشعور ربما هو الذي حرك هاشم الحديد لانجاز قاعة محاضرات باسم البتراء، بعد أن وافق رئيس الجامعة فلاديمير فيلبوف والذي تم تعيينه قبل اسبوعين رئيس لجنة التعليم العالي باليونسكو، وتعاونت معه السفارة الأردنية هناك بشكل كبير من خلال السفير الخلوق المهذب أمجد العضايلة، والذي أمّن شحن الكتب للقاعة من خلال اتصالاته.
هاشم يسعى دوماً لأن يمثل الملك والوطن في جامعته كطالب مجد ومثابر، يعكس صورة الطالب الأردني المتسلح بالخلق والنبل والعلم وحب وطنه، وذلك المسلك نابع من أصل طيب وتربية صالحة.
قاعة البتراء في جامعة الصداقة بين الشعوب قدمت لقسم اللغة العربية في الجامعة في مبادرة شخصية قدمها هاشم الحديد لمجلس كلية الجامعة ووافق عليها، لكي تُفتتح احتفالا بذكرى ميلاد الراحل الملك الحسين بن طلال رحمه الله، وقد افتتحت يوم 7 شباط الجاري في ذكرى الوفاء للحسين والبيعة للملك عبدالله الثاني.
أما الجهات التي دعمت تجهيز القاعة ففي مقدمتهم الشيخ هاني الحديد والد هاشم، والذي تكفل بتجهيز القاعة من ديكورات وشاشة عرض وتحف أثرية، واللجنة الملكية لشؤون القدس التي قدمت كتبا عن الوصاية الهاشمية على القدس ومدارس المطران بدعمها بكتب للدارسين للغة العربية والمستشرقين، ووزارة الخارجية التي تكفلت بالشحن، وقد افتتحت القاعة برعاية السفير امجد العضايلة وبحضور سفير الجامعة العربية في موسكو جابر حبيب جابر، والسفير العراقي في موسكو حيدر منصور هادي.
فشكرا لهاشم ووالده وكل المؤسسات التي دعمت مبادرته، وشكرا لكل أردني غيور على بلده.
الدستور