المواطنة والمشاركة والتوافق .. سبل كفيلة بإيجاد الحلول
د. محمد كامل القرعان
11-02-2019 05:48 PM
شهد المجتمع الاردني خلال الفترة الماضية تحولات فكرية وسياسية واجتماعية تبعها تحولات في نمط الحياة وطريقة التعاطي مع الاحداث والمجريات اليومية وما فرضتها من واقع سياسي وأقتصادي أبرز العديد من المشكلات اليومية ، ولا يكاد يخلو يوم دون بروز قضايا واحداث تؤثر في مزاجية الرأي العام بشكل سلبي ترافقا ايضا مع وتيره ما يعانيه المواطن من ضغوطات مالية فرضت واقعها الجديد على الحياة العامة في الاردن بشكل عام.
ومع غياب دور المؤسسات السياسية الرسمية وأقطاب العمل السياسي وتراجع دور الأحزاب على الساحة الوطنية وتراجعها نتيجة لشخصنة هذه الاحزاب وضعف ادائها وبرامجها وحراكها السياسي والمجتمعي في التحديث والتنوير على الساحة الوطنية، وما انبنى عليها في العصر الحاضر من تبعات تعاكست مع دولة الانتاج والنهضة.
ويجب على المؤسسة الرسمية السياسية والاحزاب السياسية وذات العلاقة ان يكون لها دور في استقطاب الشباب للعمل الحزبي وان يكون لها إسهامات ونشاط متميز في مجال تشخيص الأوضاع الراهنة في وكذلك بلورة الفكر الاردني والحلول لقضايا التنمية المستدامة.
إن التجربة الاردنية الوطنية الإصلاحية والفكرية والسياسية القديمة كانت منذ تأسيس المملكة قد احتلت حيزا عظيما في تاريخ العرب والعالم وهي من التجارب العربية المتميزة ، وتمثل تاريخياً إحدى أهم التجارب السياسية النهضوية العربية عبر مراحل مختلفة.
وهذه الخبرة التاريخية السياسية لا بد من دراستها والتمعن في جذورها والاستفادة منها والبناء عليها ، لانها تعد رافداً قوياً بما فيها من خصائص الفكر الإصلاحي وخلاصة خبرة تراكمت بمراحل مختلفة، وباعتبارها قدمت نماذج مشرقة في ثقافة الحوار والتجديد والتسامح والبناء، وتفضيل الديمقراطية والمسار السياسي، وبناء المؤسسية في المجتمع المدني.
وأثبتت التجربة نفسها أن المواطنة الفاعلة والمشاركة والتوافق الوطني سبل كفيلة بإيجاد الحلول للأزمات وهو ما يعد فرصة مواتية في صياغة برنامج سياسي متكامل للإصلاح اذا ما اتيحت له الفرصة لتطبيقه.