وأخيراً يا زرقاء انتبه لك الوزراء
12-05-2007 03:00 AM
شكلت زيارة جلالة الملك إلى محافظة الزرقاء الحل النهائي لمشاكلهم المعلقة منذ سنوات، فقد فاجأ جلالته كالعادة وزارة الصحة ، عندما تفقد مستشفى الزرقاء الحكومي ،التي لم تكن تتوقع أن يباغتها جلالته ،فقد كان وجهاء الزرقاء يعلمون أن الزيارة مخصصة لمنطقة الهاشمية فقط .
لم يمض على الزيارة سوى يومين فقط حتى كان الوزراء يجتمعون لإيجاد حل مناسب لمعاناة المحافظة الثانية بالنسبة للتعداد السكاني ، فقد لازمت هذه المشاكل التي كانت تؤرق الموطنين منذ قدومهم لهذه المحافظة.
تشكلت محافظة الزرقاء من عشائر بني حسن و المهاجرين الشيشان الذين قدموا مع بدايات القرن الماضي ، وتبعهم المهاجرون الفلسطينيون، وبعد بناء المعسكرات والشركات الكبرى توافد لها عدد كبير من مواطنين الأردن ،فتشكلت المدينة من العسكر والمكافحين والطبقة العاملة وتحملت العبء الأكبر من التلوث البيئي والاكتظاظ السكاني.
لعل عدم تمثيل الزرقاء سياسيا وقلة الطبقة المستوزرة من سكانها جعل منها نسيا منسيا ، مع أنها كانت تستحق الاهتمام سيما أن سكانها من ذوي الدخل المحدود، مع ميل شديد للكثير من أحيائها لطبقة تحت خط الفقر.
لم تكن مطالب سكان الزرقاء بالمعجزات ولا تحتاج لميزانيات هائلة ،بل خطط تنظيمية لشوارعها ومبانيها، ومحاربة لرائحة تنقية الهاشمية ورائحة "محرقة الرصيفة" وتوسيع اتوسترادها الذي يربطها مع العاصمة الأم والذي يُغلَق بحادث بسيط أو يعاني من تخمة مرورية في أوقات الذروة، و بحاجة لبناء مدارس تؤوي أبناءها الذين يدرسون في مباني مستأجرة من عقود ويعانون من دوام الفترتين وسوء حال الصفوف ، أما المعضلة أو لنقل المعجزة فهي فلاتر تقيهم جحيم كبريت مصفاة البترول .
هل كانت هذه المطالب معمية عن الوزراء ، أو تشكل صعوبة بالغة لمساعدة الطبقة العاملة وبواسل الجيش القانطين في هذه المحافظة ؟
من المؤكد أن المواطنين عندنا في الزرقاء يشعرون الآن بفرح كبير ولكنها فرحة مؤلمة نغصتها عليهم السنوات العجاف التي "مرمرت" لياليهم بعوادم سيل الزرقاء الذي كان مصبا لملوثات المصانع .
من حق المواطن في محافظة الزرقاء وجميع محافظات الوطن أن يتساءل عن تقاعس الحكومة الحالية والتي سبقتها، لإهمالهم المواطنين ، فقد شكلت مستشفى الزرقاء الملاذ الوحيد لعلاج أمراضهم ، وكان الملك قد أوصى بإقامة مستشفى بديل ، وليكتشف المواطن أن المشروع ظل في الكتمان منذ ثلاثة أعوام مع أن الأرض كانت جاهزة ، وأن المصفاة كانت مستهترة بصحة نصف مليون مواطن من أجل عدم بناء وحدة استخلاص الكبريت والتقليل من الأبخرة السامة التي بثها في سماء الزرقاء .
خمسة أو ست مشاكل فقط كانت معلقة تنتظر رحمة الله وتَدخل جلالة الملك شخصيا، مع أن عشرات الوزراء كانوا يزورونها وعلى علم كامل بما يحدث بها من تلوث وإهمال فبعض رؤساء الوزراء السابقين لهم مصانع حديد فيها، ويقع بعضها بجانب "كونفدرالية" المصفاة ، ولكنها لم تكن توصل رائحتها وبعوض السيل لبيوتهم فلم يعنيهم الأمر أصلا .
رئيس الوزراء تحدث في محافظة الزرقاء "أن جلالة الملك هو القدوة والمثل الأعلى وهو المحفز الذي يستنفر طاقاتنا للمستوى الذي يليق بطموحات الوطن " ونحن نتسأل لما لا يقتدي الوزراء والمسؤولين بهذا الملك العظيم ويكونا سباقين لهموم المواطن وحل مشاكله ويقوموا بواجهم وأمانتهم نحو الله والوطن .
وأخيرا يا زرقاء سوف تصيح سماءك صافية وأرضك التي شهدت حوافر فرسان لواء الأربعين والهندسة والمدفعية وأقدام العمال ، نظيفة دون تلوث السيول فشكرا لجلالة الملك وعذرا لإهمال الوزراء .
Omar_shaheen78@yahoo.com