نظرة مبكرة الى الانتخابات الاسرائيلية
د. عبدالله صوالحة
10-02-2019 06:44 PM
تجري انتخابات الكنيست ال21 في التاسع من ابريل 2019 حيث سيتم انتخاب120 عضو كنيست لأربع سنوات في انتخابات عامة ,قطرية, مباشرة ,متساوية ,سرية ونسبية وحسب نظام القوائم الحزبية ويتوجب على أية قائمة مترشحة ان تجتاز نسبة الحسم وهي 3.25% , ومن الصعب التنبؤ بمسار الانتخابات الاسرائيلية وما ستؤول اليه النتائج قبل تاريخ 21 شباط الجاري وهو اخر يوم لتسجيل القوائم بشكلها النهائي والذي ستخوض الانتخابات على اساسه, وهنا ابدي ثلاث ملاحظات:
الاولى : تتميز الحياة السياسية في اسرائيل بظاهرة قد تكون فريدة الى حد ما وهي ظهور احزاب جديدة عشية كل انتخابات وذلك بسبب انزياح المجتمع الاسرائيلي وتغير توجهات الناخبين من اليسار الى المركز او من المركز الى اليمين او انزياحات داخل هذه المراكز نفسها , الا ان السمة الغالبة للمجتمع الاسرائيلي في العشرين سنة الاخيرة هو انزياحه نحو اليمين فالمجتمع الاسرائيلي اصبح في الغالب ليبرالي في اختياراتة الفردية والاجتماعية ويميني في اختياراته السياسية .
وقد ظهر لغاية الان أربعة احزاب جديدة هي : حزب منعة لاسرائيل بقيادة بني جانتس، وحزب جسر بقيادة اورلي ليفي أوبكسيس , والحركة العربية للتغيير بقيادة احمد الطيبي الذي انشق عن القائمة المشتركة, وتيليم بقيادة موشيه ( بوجي ) يعلون والذي انضم مبكرا الى حزب منعة لاسرائيل برئاسة بني جانتس. وحزب اليمين الجديد بقيادة نفتالي بنت وايليت شاكيد اللذان انشقا عن حزب البيت اليهودي .
الملاحظة الثانية في هذه الانتخابات هو انحسار اليسار الاسرائيلي فحزب العمل الممثل التاريخي لليسار ( بعدما أخذ الراية من حزب ماباي-حزب عمال اسرائيل )كان قد حصد 24 مقعدا في الانتخابات السابقة 2015 ولكنه اليوم يقاتل على بقائه حيث تعطيه أفضل الاستطلاعات 7 مقاعد وهذا انهيار كبير بكل المقاييس لحزب كان يشكل قوة سياسية هائلة , في المقابل يعتبر حزب الليكود الكتلة الاكبر والاكثر تماسكا وانسجاما والاوفر حظا لغاية الان بالحصول على اكبر عدد من المقاعد.
الملاحظة الثالثة فيما يخص الصوت العربي او الكتلة العربية ,حيث طرأ تحول مهم جدا ومؤشر خطير على توجهات الناخب العربي من حيث شكل التمثيل وهدف التمثيل ، فيما يتعلق بالجانب الاول حدث انشقاق كبير في القائمة العربية المشتركة بانسحاب احمد الطيبي وتشكيل قائمة مستقلة بنفسة مما يضع ضغوط على الناخب العربي في عملية الاختيار, وايضا هناك شك في إمكانية الفوز بنفس عدد المقاعد التي حصل عليها العرب في الانتخابات السابقة , اما الجانب الثاني وهو الأهم والاخطر فهو التحول في الموقف التاريخي والتقليدي للأقلية العربية من حيث مشاركتها في الائتلاف الحكومي حيث كانت ترفض المشاركة في أية حكومة اسرائيلية حتى لو كانت حكومة يسارية لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها هنا لكن أهمها عدم تحمل العبئ السياسي والاخلاقي للمشاركة في عمليات اتخاذ القرار .
اليوم تشير استطلاعات الرأي الى تقبل العرب فكرة الدخول في الحكومة الاسرائيلية اذا كانت يسار او وسط او دعم الحكومة من الخارج , حيث اشار استطلاع للرأي أجري حديثا ان 68% من العرب في اسرائيل يدعمون انضمام الاحزاب العربية الى ائتلاف حكومي في حال قاد هذا الائتلاف حزب يساري او وسطي, وافاد 80% من المستطلعة ارائهم الى قبول المشاركة في السلطة بشكل غير مباشر عبر دعم الحكومة من الخارج مقابل برامج وميزانيات تطوير تدعم المجتمع العربي.
اخيرا, الصراع المحتدم اليوم على الساحة الانتخابية هو من يمثل اليمين (الخزان الاكبر للاصوات) حيث يقود رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو حملة انتخابية محتواها ان حزب الليكود هو فقط من يمثل اليمين وان المرشحين الاخرين مثل بني جانتس وبوجي يعلون هم يساريين بشعارات يمينية.
بقي ان نقول ان القضايا التي تشغل الناخب الاسرائيلي هي قضايا محلية يقف على رأسها الامن ثم يليها الاقتصاد وان الصراع مع الفلسطينيين يمكن ان ينتظر قليلا .