في البلد اشاعتان جديدتان ، الاولى تتحدث عن "اشارة" ايجابية لرئيس الوزراء ، نحو تمديد عمر الحكومة او اعادة التشكيل ، والثانية تتحدث عن حكومة جديدة خلال ايام وقبيل رمضان.
لا..الاولى صحيحة ، ولا الثانية اكثر صحة ، وحين تسأل لماذا يعتقد البعض ان رئيس الحكومة حصل على اشارة بالتمديد او اعادة التشكيل ، وانه باق في منصبه ، يقال ان دليل ذلك ان رئيس الوزراء تنشط فجأة ، وزار قرية الطيبة الجنوبية ، وتحرك بهمة عالية ، وكأنه يستمد قوة جديدة ، ثم زار وزارة الداخلية وتحدث بهمة عالية عن محاسبات عامة ، وعن قضايا اخرى بنبرة مرتفعة الصوت ، وانه ايضا التقى رؤساء التحرير ، ثم اخذ اجازة تعبر عن اطمئنان كبير ، وكل هذه الهمة العالية تم فهمها ان الرئيس سيعيد تشكيل الحكومة ، او سيتم التمديد له.
في معلوماتي المتواضعة ان الملك التقى رئيس الحكومة قبيل سفره الى البحرين وبروناي ، وطلب منه مباشرة ، ان لا تبقى الحكومة في خانة الهدوء والركود ، وان يتحرك ويذهب الى الناس والى القطاعات المختلفة ، وسبب طلب الملك يعود الى رغبته بخروج الحكومة من حالة "السبات والحيرة" ، التي مرت عبرها خلال الشهور الماضية ، ولرغبته بأن تتراجع الرؤوس التي اطلت على حساب الحكومة ، في المشهد العام ، ولم تحصل الحكومة على اي اشارات حاسمة على التمديد او اعادة التشكيل ، وهذا يفسر استجابة الرئيس لرغبة الملك ، وظهوره بهمة عالية ، في مشاهد متعددة ، وهكذا تبدو المعلومات في الاشاعة الاولى غير دقيقة على الاطلاق ، دون ان يعني هذا ان القرار بشأن الحكومة ، معروف مسبقا لاي احد ، كما ان برنامج الملك الداخلي خلال رمضان حافل بنشاطات متواصلة ، ولن يكون واردا الدخول في ملف حكومة جديدة خلال الشهر الكريم.
في الاشاعة الثانية ، التي تفجرت في عمان صبيحة امس السبت ، يقال ان هناك حكومة قبيل رمضان وتم ذكر اسمين او اكثر ، احدهما رئيس حكومة سابق ، لتشكيل الحكومة ، ولا احد يفهم من حيث المبدأ كيف يتم الحديث عن حكومة جديدة والملك خارج الاردن ، وسيعود في بحر يومين ، او قبيل نهاية الاسبوع الجاري ، ولا حق لاحد ان يفتي في امر الحكومة ، في غياب الملك ، كما ان رئيس الوزراء خارج الاردن ، ورئيس مجلس النواب ، خارج الاردن ، الا اذا كانت العملية ستجري ورئيس الحكومة خارج عمان ، وهو امر مستحيل بطبيعة الحال ، ولربما كثرة الحديث عن حكومة جديدة افقد القصة قيمتها السياسية والاخبارية ، فباتت اقرب الى الضرب في الرمل ، او التنجيم السياسي ، والمؤكد هنا ايضا ، ان لا حديث على مستويات عليا بشأن الحكومة ووضعها في الوقت الحالي.
قد تتم مراجعة وضع الحكومة في شهر تشرين الاول ، او تشرين الثاني ، اي بعد عيد الفطر ، لعدة اسباب ، ابرزها وجود حزمة متكاملة ، منها ما يتعلق بأعادة تشكيل مجلس الاعيان ، بعد مرور عامين على تشكيله ، وفي نفس الفترة ، ومنها ما يتعلق بوضع مجلس النواب والدورة العادية وافتتاح الدورة العادية ، في نفس الفترة ، ومنها ما يتعلق بوجود قضايا اخرى على الحكومة ان تقرها خلال رمضان ، الذي ستشهد الحكومة ، ليلة القدر فيه ، وهي في الدوار الرابع ، بالاضافة الى النقطة الاهم التي تتعلق بكون صاحب القرار يأخذ قراره بناء على حسابات حساسة ، تتجاوز الحث غير المباشر لترحيل الحكومة.
الذهبي كان شخصا نادر الطراز ، ويستحق الاحترام ، وظروف حكومته صعبة جدا ، بما يتجاوز اي شخص لو كان موجودا محله ، وبما ان الحديث عن خروج الرئيس قد بدأ فلنتذكر مزاياه الايجابية ، التي سبق وان بشرنا بها ، ايضا ، بدلا من سن السكاكين ، كعادتنا مع المغادرين ، وترحيبنا الزائف بالقادمين ، على طريقة سائقي تاكسيات المطار ، الذين ينتظرون مسافرا لحمله من المطار.. فيهشون ويبشون في وجهه ، من اجل البقشيش ، حتى لو لم يعرفوه.
mtair@addustour.com.jo