يبدو التوقيت مواتيا لاصدار سندات يوروبوند. هذا ما يمكن استنتاجه من الاصدارات الاخيرة في الاسواق العالمية والتي تفيد بارتفاع شهية المستثمرين تجاه السندات مرتفعة المخاطر.
حيث تمكنت دولة مثل الاكوادور رغم تعثرها المتكرر من اصدار سندات بقيمة مليار دولار قبل نحو اسبوع. كذلك تمكنت اليونان، المعروفة بماضيها الائتماني السيئ، من بيع سندات بقيمة 2.5 مليار يورو (2.9 مليار دولار) قابلها طلب كبير من المستثمرين العالميين.
في الولايات المتحدة الامريكية، سجل سوق السندات مرتفعة العوائد (والمخاطر ايضا) ارتفاعات حادة ومتتالية اشرت وبشكل واضح الى تزايد شهية المستثمرين نحو تحمل المخاطر الائتمانية المرتفعة.
السبب وراء تكون هذا المزاج الاستثماري المائل نحو تحمل المخاطر هو توقعات الاسواق بسياسات نقدية اقل تشددا من شأنها ان تطيل من أمد دورة النمو الاقتصادي العالمي والتي لامس عمرها العشر سنوات.
اما اسباب التفاؤل بسياسات نقدية اقل تشددا فتتمثل بتباطؤ القطاع الصناعي في المانيا والانكماش الاقتصادي في ايطاليا والتأثير المحتمل لذلك على صانع القرار النقدي في اوروبا والذي سوف يجد نفسه، ازاء مؤشرات التباطؤ، مضطرا للتريث قبل ان يستأنف التضيق في سياساته النقدية.
ناهيك عن تصريحات مسؤولين في الفيدرالي الامريكي تفيد بانه لن يواصل رفع اسعار الفوائد ما لم ير تحسنا ملحوظا في معدلات التضخم، وهو ما تعكسه الاسواق الاجلة التي لم تعد ترى اي رفعات على اسعار الفوائد خلال هذا العام.
امام هذه العوامل يجد المستثمرون العالميون انفسهم اكثر اندفاعا نحو الاستثمار في السندات ذات المخاطر المرتفعة والاجال الطويلة.
وهذا بدوره يوفر فرصة للدول الراغبة بالاقتراض الخارجي لطرق ابواب الاسواق العالمية. واذا كانت النية في الاردن لا تزال منعقدة نحو الاقتراض من الخارج فعلينا ان نسرع الى الاسواق قبل ان تتغير الظروف، فالفرصة سانحة لسندات بكلفة معقولة ومدة طويلة.