قبل بدء جلسات مجالس النواب في كل العالم يتم المناداة عبر السماعة الداخلية: الرجاء من السادة النواب التوجه الى القبة، الا في بلدنا فالمناداة يجب ان تكون: الرماة الى القبة.. وذلك بعد تكرار تراشق زجاجات الماء والمكتات وآخرها العقال بينهم!
حقيقة لم نكن بحاجة الى تركيب شاشات ونظام الكتروني في قاعة المجلس لتسهيل عمل النواب، بل كان يجب تركيب صفارات إنذار بحيث اذا ما انطلقت من هنا او هناك زجاجات ماء او مكتات انطلق صفيرها معلنة عن غارة من أحد النواب.. فيقوم النواب واعضاء الحكومة بالنزول الى اسفل مقاعدهم او الهروب الى كراجات العبدلي حفاظا على سلامتهم.
قديما وقبل بدء أي معركة كان يتقدم من كل طرف ثلاثة فرسان وكان يتم اختيارهم من أصحاب القوة والشدة للتبارز ولا تبدأ المعركة الا بعد ان يقضي طرف على الآخر ومن ثم يعلن الهجوم.. أقترح من هنا وقبل بدء الجلسات النيابية ان يتقدم فرسان المجلس للمبارزة ومتى قضى طرف على الآخر اعلن رئيس المجلس بدء الجلسة والهجوم.. وذلك حفاظا على وقت المجلس وحتى تسير الجلسات دون أي منغصات في منتصفها والاهم ان نضمن عدم وقوع اصابات.
لو كنت نائبا لما دخلت المجلس الا بخوذة حديدية ودرع واقي ورمح، وذلك بدل الملفات ومواعيد الجلسات والأسئلة النيابية التي لا تستطيع صد زجاجات الماء.. وحتى اضمن الخروج من الجلسة بلا فشخة في رأسي او عقال يعلم على جنبي سأضع خطة مسبقة مع مجموعة من الزملاء بأن نقلب الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة عند بدء الهجوم.. وذلك حتى يرتبك النائب المهاجم فتسقط زجاجة الماء باتجاه سماعات المجلس لا باتجاه ذوات المجلس!
لا ادري هل على النواب بعد الآن المشاركة في جلسات البرلمان الاوروبي او العربي، ام عليهم المشاركة في دورات نادي الرماية الأردني او الاتحاد الأردني لرمي القله!
لأن جميع المعارك التي اندلعت سابقا كان ضحاياها (الحجيزة) او من يقفون على الحياد.. واذكر جيدا معركة (الحذاء) قبل سنوات، ومع ان نمرته كانت 77 ويستطيع اعطاب بارجة حربية الا انه اخطأ الهدف، وكذلك معركة (المكتات) لم تلب الطموح آنذاك ولم تسفر عن وقوع أي اصابات، ومن ثم حين بدأ في المعارك الاخيرة استخدام زجاجات الماء المسموح استخدامها دوليا لم تكن تسقط الا فوق رؤوس النواب النيام، كان الأردنيون يحدوهم الامل بأن يحقق المجلس ولو انجازا يتيما فجاءت معركة العقال الاخيرة لتضيف خيبة امل جديدة حين طار العقال ضائعا مشتتا دون هدف!
في الأردن عادة ما ينتهي الحوار بين الاب والابن باسخدام العقال غير المنافي استخدامه لحقوق الانسان او الأعراف الدولية.. وكانت ضربة الاب بالعقال لا تخيب أبدا. وحين يمعط جسمك به يصبح وجهك مثل فوهة البركان!
الاب يصيب الهدف بدقة متناهية ربما لأنه يملك الشرعية، ومن ثم انه لا يبحث عن الاضواء الزائفة فيضرب بهدوء اعصاب فيصيب هدفه بدقة متناهية، والاهم ان الضرب يكون لهدف سام وهو تصحيح مسار الأبن، لذلك لا تخيب ضربته أبدا وجلودنا شاهدة على ذلك.
اما السادة النواب فأنني اعتقد انهم على عكس كل ذلك، لذلك لو شو ما ضرب او سدد او هاجم غير عدسة كاميرا التلفزيون في قاعة المجلس بعمرك لا تحلم يصيب!
الغد