عشرون عاماً على رحيل الحسينِ .. المقامةُ العثّمانيّة.
حيدر محمود
10-02-2019 12:18 AM
عَمّانُ مِنْكَ، وأنتَ من عمّانِ
وكِلاكُما شمسُ الضُّحى للثاني
بِكَ ما بِها يا سيّدي، من رِقَةٍ
وصلابةٍ، ومهابةٍ، وحَنانِ
وبها الذي بِكَ أنتَ، من صوفيّةٍ
في حُبِّ صاحبِهِ، ومن إيمانِ
عمّانُ.. أَيُّ حكايةٍ لا تنتهي
للعشقِ.. بين الأرضِ، والإنسانِ
للجَدِّ «عبدِاللهِ» في حدقاتِها
أَلَقٌ يفوحُ شذاهُ من «رَغَدانِ"
وبذلك «الصَّرْحِ المَنيعِ، وبالذي
فيهِ من التّسبيحِ، والقُرآنِ
تزهو.. على الدُّنيا.. وكُلُّ خَميلةٍ
تَزْهو بما فيها من الأَغصانِ..
فَبِحَقِّ هذا الجاهِ، وَهْوَ أَعَزُّ ما
في الكونِ، من جاهٍ، ومن سُلْطانِ
أَشْرِقْ - كما عَوَّدتَنا - يا سيّدي
حُلْواً، بهيَّ الروّحِ، والوجدانِ..
ما كان دربُكَ كُلُّهُ، يا سيّدي
بالوَرْدِ مفروشاً، وبالرَّيْحانِ
بَلْ كانَ أصعبَ ما يكونُ، ودائماً
حَظُّ الكريمِ، من الأَذى، ضِعفانِ
وسَلَكْتَهُ: جَمْراً على جَمْرٍ، على
صَخْرٍ، على شَوْكٍ، على أَحزانِ
حتّى وصلتَ بنا إلى الوطنِ الذي
تَصْبو إليْهِ سائرُ الأوطانِ
يا نَحْنُ، يا نبضَ القُلوبِ، وخَفْقَها
وخُلاصةَ الأَحبابِ، والخلاّنِ
خُذْ ما تشاءُ من القُلوبِ، ولا تَغِبْ
عنها.. فليس الصَّبْرُ بالإمكانِ
عَمّانُ، وَرْدَتُكَ الجميلةُ، خَبّأَتْ
كُلَّ الطُيّوبِ، ليومِ تَلْتَقيانِ
حَلَفَتْ بحّبِكَ، لا يُصافِحُها النّدى
حتّى تَرى عَيْنَيْكِ تَبْتَسمانِ
وتَراكَ، ثانيةً، كعهدِكَ دائماً
شيخَ الشبابِ، وسيّدَ الفِتْيانِ
كُتبت هذه القصيدة لتكون «مغناة الحفل» الذي أَعّدته أمانة عمّان، أيام المهندس نضال الحديد، في مركز الحسين الثقافي، عند عودة الحسين رحمه الله، من مايوكلينيك، ولكنّه قضاءُ الله، الذي لا رادَّ لقضائِه.. والمغَنْاة من ألحان الفنان لطفي بشناق وغناء الفنانة نوال غشام، وكلاهُما من تونس الخضراء.. رحم الله الحسين.. وحفظ لنا خيرَ خلفٍ لخيرِ سلف.
الراي