سنة الرزاز لا خبز ولا كاز !
أ. د. حسين الخزاعي
09-02-2019 02:56 PM
الحديث عن الهبوط في المظلات – البراشوتات - ممتع ومشوق؛ فهي مشاهد جذابه ونادرة يمارسها هواه متميزون، فالقفز في المظلة بحاجة الى قوة قلب وجرأة وتدريب وتأهيل للتعامل مع المظلة وانهاء عملية القفز للوصول إلى بر الامان، فمظلات الهبوط للأشخاص التي نستمتع برؤيتها تحتوي على عدد من التعاليق المكونة من حبال تتصل بالاحزمة التى يلبسها الأشخاص الهابطون بالمظلة، وهذه الأحزمة بمثابة أربطة مجهزة بحلقات ومشابك تزيد من جمالية المنظر للمظلي الذي يسبح في الفضاء ويتحكم بحركة المظلة كيفما يشاء.
الحديث عن هواية أو رياضة أو مهنة الهبوط في المظلات ممتع وجذاب، ولكن الحديث عن مصطلح الهابطون في المظلات الذي يستخدم من باب التهكم والسخرية للاشارة الى الاشخاص الذين يهبطون في المظلات على الوظائف العامة او الخاصة ويستولون على المناصب الادارية المتقدمة فيها، ويتباهون بزمرة من الفاسدين مكنتهم من الهبوط في المظلات والاستيلاء على هذه المناصب، ومحاولة البقاء فيها وتطويبها لهم ولمحاسيبهم واذنابهم واقزامهم، الحديث عن هؤلاء الهابطين غير مريح، وغير جذاب، ومنفر؛ لأن فيه إعتداء على حقوق الآخرين الوظيفية التي انتظروها لسنوات وسنوات من العمل والكد والسهر والاخلاص في العمل، ولكن يأتي– على البارد المستريح – من يهبط بالمظلة على المؤسسات او الدوائر التي يعملوا بها ليستولي على حقوقهم، ويحرمهم من تحقيق طموحات وآمال طال انتظارها فهذا ظلم واجحاف كبير، والغريب العجيب أن بعض الهابطين في المظلات سوف يتصرفون وكانهم المنقذ الأعظم للمكان الذي هبطوا عليه، وكأن هذه الاماكن كانت تنازع وفي العناية المركزة وبانتظار إعلان وفاتها أو افلاسها، والعاملين الموجودين فيها – كخ – ، والمؤسسات والدوائر والوزارات والجامعات التي هبطوا عليها كانت تنتظر قدوم هؤلاء الملهمين العباقرة، ولا يوجد بها قواعد واسس وانظمة للتعين والتدريب والترفيع والعمل، وهذه الاماكن قبل إشغالها من الهابطين كانت - مكشنته - وتتحرك تعشيق، وعندما يهبط الهابطين سوف يحققوا المعجزات وتتقدم الى الامام. والصحيح يقول عكس ذلك، فالهابطين في المظلات؛ وكونهم لم يدخلوا الأماكن التي هبطوا عليها إلا يوم صدور قرار تعيينهم، وسوف يصبحوا من أصحاب العطوفة والسعادة فسيدخلوا المؤسسات كأجسام غريبه عليها، ولن يجدوا من يبتسم في وجوههم أو يصفق لهم؛ الا قلة من المارقين المنافقين الذين يتقنون التزلف والتسحيج لجني مكتسبات جديدة جديدة من – هابط - لا يعرف تفاصيل وخصوصيات المكان الذي هبط عليه، وقد يجد مجوعة من العاملين تمشي الحيط الحيط وتقول يارب الستر ، لا يهمها سوى العمل والستيرة غير مكترثين لما يجري، وهناك فئة من المؤهلين ذوي الاقدمية والخبرة والاختصاص والمهنية، فهم أحق بتولي القيادة والادارة من الهابطين في المظلات، والمحزن والمخزي أن هؤلاء الهابطين سوف يتسلحون بقوة الفاسدين الذين دفشوهم واوصلوهم الى قيادة هذه المواقع المتقدمة ، فسيبدأون بإتخاذ حزم من التشكيلات والتنقلات والتجميدات ومحاربة الموظفين من ذوي الخبرة والاحقية، ويتفنون في تشكيل الشلل والعصابات لتبدأ مرحلة الحرق الوظيفي وتعطيل العمل والانشغال بالامور الجانبية الهامشية والتصيد والتربص للمبدعين العاملين في تلك الدوائر او المؤسسات اوالوزارات او الجامعات، فالشغل الشاغل للهابطين يركز على تطفيش ذوي الخبرة والخلق والاحقية.
وبعد ،،، نظريات علم الادارة بكل منطلقاتها وابجدياتها تؤكد علمية ونوعية وانسانية القرارات، والقرارات الادارية تستند على منطقية إتخاذ القرار، والقرار المنطقي الناجح لا يتطاول على حقوق الآخرين، أو يعرقل تقدمهم ويقف في وجه تبوأهم لمناصب قيادية فيها بعد طول انتظار وصبر وعمل وإخلاص في مؤسسات ودوائر افنوا فيها زهرة شبابهم وابلوا بلاء حسنا وبذلوا وعملوا باتقان واخلاص، والرضا الوظيفي والجو الاجتماعي لا يتحقق في اماكن العمل إذا هبط عليها مسؤول ليتولى زمام القيادة فيها وهو من خارج الكادر الوظيفي ، وانما هبط جبرا للخواطر، أو ارضاء للمحاسيب والفاسدين وسماسرة تبادل الصفقات، فهذه حقيقة؛ فالمؤسسات والدوائر والوزارات والجامعات تفتخر بوجود المؤهلين والخبراء وأصحاب الحقوق ، فلماذا نستعين بالهابطين في المظلات، اليس أهل مكه ادرى بشعابها؟!. لنتكلم بصراحة متناهية الهابطون في المظلات يتطاولون على الحقوق الوظيفية للعاملين من ذوي الاقدمية والخبرة والكفاءة، فكما يدخلون غير مرحب بهم، يخرجون غير ماسوف على خروجهم .فليتق الله من يلجأ للفاسدين والسماسرة لتعيينه في منصب يختلس بموجبه تعب وجهد وعمل وحق العاملين الوظيفية والانسانية والادارية؛ فابناء المؤسسات والدوائر أولى بادارتها من الهابطين بالمظلات.
هذه الحكومة فاحت روائح فسادها ، ولم يعد المواطن يستطيع ان يرى الفساد ويتحمل ، فالتعيينات التي جرت مؤخرا يتضح الفساد فيها عينك عينك ، لا ينفع يا رئيس الحكومه اعترافك بتحمل المسؤولية على قراراتك الظالمة، لقد قتلت الانتماء عند ابناء الوطن ، وعززت فقدان الثقة في الحكومه وبرامجها ، ارحل غير مأسوفك على مغادرتك لرئاسة الحكومة ، فالسفينه بحاجة الى قبطان جديد يدير بوصلتها في الاتجاه الصحيح .
مسك الكلام ،،، اهم انجاز لحكومة الدكتور عمر الرزاز سوف يخلد في ذاكرة في ذاكرة الأردنيين مقولة لاذعة " سنة الرزاز ، لا خبز ولا كاز" .
اكديمي،،، تخصص علم اجتماع
ohok1960@yahoo.com