كثرت الحركات البهلوانية في السياسة هذه الأيام وبصورة مكثفة مع أن هذه السياسة موجودة عبر التاريخ وفي سير الكثير من الحكام !! اتحدث اليوم في هذا وأنا أنظر بعين الشفقة للحركات البهلوانية التي يمارسها عمر البشير محاولا" امتصاص غضب الشعب السوداني الطيب الذي بلغت الأمور عنده مداها ويكفي منها قِسْمة السودان في عهده !! ولو كان هذا قد جرى في مكان اخر لتنازل رجل السلطة وحده حياء من الحدث البشع الذي تم في عهد هذا البطل النحرير الذي يتوسل للشعب ليبقيه حتى 2020 مستعينا" بالدين والأناشيد الدينية وادعاء وجود المؤامرة وكأن الذي فعله هو ليس مؤامرة؟!! .
وتستمر البهلوانية في بقاع كثيرة يراها المتابعون حين يرون التناقض في الكلام للزعيم حسب مقتضى الحال !! البهلوانية ترقص في مسارح كثيرة فالبرلماني الذي يدعي الديموقراطية وفي اول سماع له لرأي مخالف له يذهب للبحث عن رشاش أو مسدس أو عقال أو كأس ماء والهدف الحقيقي هو الكاميرا والظهور في الإعلام !!
وحين يتغيب النائب متناسيا" مهمته ومتناسيا" قَسَمَه الذي أداه في خدمة الشعب وكأن ما يجري تحت القبة لا يمس الشعب من قريب ولا بعيد !!.
لما شعر فرعونُ بالخطر راح في حركة بهلوانية يدعي حرصه على الدين وأن موسى عليه السلام قد جاء ليغير دينهم في تناسٍ أنه طوال حكمه كان يقول " أنا ربكم الأعلى " !! . حين يقول رئيس وزراء للشعب : أخرجوا واعتصموا غدا" وإذ بالأمر قد دُبر بليل كي تنهال العصى فوق رؤوس المعتصمين ما كان قوله الا حركة بهلوانية بامتياز تناقض قَسَمَه حين تولى المسؤولية !!. حين يقوم أشخاص وعلى شكل شبكة بالقتل أو بنهب المال العام والتجاوز على القانون ويستند زعيم الشبكة على ركازات ودعائم ليمرر ما يريد وبقدرة قادر تنتهي القضية بأكباش لتنزوي العقول المدبرة بعيدا" عن أي أذى نكون عندها أمام حركة بهلوانية!! وحين نتحدث عن إيماننا بالعمل الحزبي ثم نقوم بالتضييق عليه نكون أمام حركة بهلوانية ؟ وحين نتحدث عن إيماننا بدولة القانون ثم تبقى أمامنا أحزاب ترتبط بدول مجاورة ونحن نعلم ذلك يقينا" فإن دعوانا ما هي الا حركة بهلوانية . الحركات البهلوانية لن تتوقف لأن البعض يرى ذلك من ضرورات الحكم والسياسة رغم أننا في عصر العلم والتكنولوجيا وعالم الاتصال وسقوط الأسرار وصار اللعب على المكشوف .