المسافة المكانية أو الإعتبارية مؤشر على حميمية أو حرارة العلاقات الإنسانية أو الرسمية أو غيرها، لكن المسافة أحياناً تقلب الأمور رأساً على عَقِب، فالقُرب أحياناً لا يولّد المحبة المرجوّة لكنه ربما ينقلب ضدّ ذلك، وكذلك البُعد ربما لا يولّد الجفاء بل الشوق، فمعادلة العلاقات الإنسانية معقّدة بعض الشيء وتحتاج لفن ومهارة المسافات لإتقانها:
1. يتلخّص القُرب دوماً بإبصار وإكتشاف العيوب والأخطاء بيد أن البُعد يتلخّص بنسيان المحاسن وأحياناً الأشخاص.
2. القُرب من المسؤولين يحرق وربما يحقق بعض المكاسب لبعض المنافقين عند الفاسدين، لكن البُعد عنهم يجعل الناس
"يبردون" ويكونوا في عالم النسيان وربما يؤول ذلك لعدم أخذ حقوقهم.
3. القُرب في العلاقات الإنسانية محبّة وآثاره الجانبية أحياناً "قلّة هيبة"، والبُعد فيها جفاء وأحياناً شوق.
4. القُرب في السواقة خوف وفزع وربما حوادث، والبُعد أمان وإطمئنان وربما تردد أو خوف.
5. القٌرب في الحروب معارك طاحنة، والبُعد دهاء وحروب باردة، بيد أن القٌرب في السّلام تفاهم ومحبة، والبُعد تخطيط في الظلام.
6. القٌرب في السياسة مصلحة وحنكة وتوافق، والبُعد تنوع وإختلاف وتمايز لألوان الطيف للإثراء.
7. القٌرب في المحبّة إحساس وإحترام ورقّة وتفاهم، والبُعد حنين وشوق وعتاب وظروف.
بصراحة: المسافة فن ومهارة لا يُتقنها كل الناس، والمطلوب أن لا يحوي هذا الفن أو تلك المهارة إفراط أو تفريط، فخير الأمور الوسط!
صباح الفن والمهارة في إتقان المسافة.