في ذكرى الحسين: قصة ازالة التمثال ورسالة ابن باز
د.بكر خازر المجالي
07-02-2019 01:20 AM
نستذكر المغفور له الملك الحسين بن طلل طيب الله ثراه وقد مضى عشرون عاما ،ولكن لا زالت الذكرى في الوجدان ومحياه الباسم ونبرة صوته القريبة من القلب تتردد في الاذهان ،
مواقف صعبة وقليل من الهناء ،هذا ما يلخص حوالي 47 عاما من الحكم ، ولكن هنا استذكر قصة امانة عمان التي اقامت تمثالا برونزيا في وسط الدوار الرابع لاهدائه له في عيد ميلاده عام 1995 ، وكان القصد ان يكون التمثال مفغاجأة ،ولكن عثمان السوداني في مطبخ الملك افسد المفاجأة ، ودخل غاضبا على الحسين ليقول الله جدك حطَّمَ الاصنام وها هم يبنون صنما لك ، فغضب الحسين واتصل بأمين عمان في المساء وقال له :" ازيلوا التمثال فورا واصهروه ولا تبقوا منه اثرا " وتم ذلك في الليل قبل فجر 14 تشرين الثاني 1995 .
تحدثت وسائل الاعلام كثيرا عن القصة والمعنى والرسالة من قرار المرحوم الحسين ، وارسل فيما بعد الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي المملكة العربية السعودية رسالة الى المغفور له الملك الحسين يثمن هذه الخطوة ويشكر جلالته عليها مذكرا بفضل جده الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين من بعده وائمة الهدى . ركز ابن باز على البعد الاسلامي وتحكيم الشريعة ،داعيا ان يشرح الله صدر جلالته وأن يصلح له البطانة .
وللتاريخ الذي فيه حياة أمة وقصة حكم وقيادة ومسيرة شعب ،نثبت تاليا نص رسالة الشيخ عبدالعزيز بن باز :
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة من سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز الى الملك الحسين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
فهذا خطاب وجهه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه الله ورعاه الى الملك الحسين ملك المملكة الاردنية الهاشمية .ورقم الخطاب 1/804تاريخه 14 /1/1417هجرية .ونذكره هنا للعبرة والتذكرة لعل الله أن ينفع به مخلصا أو يهدي به ضالا .
من عبدالعزيز بن باز الى حضرة جلالة الملك الكريم الحسين بن طلال ملك المملكة الاردنية الهاشمية ،عمان ، وفقه الله لما فيه رضاه ونصر دينه ،آمين.
فقد ابلغني صاحب الفضيلة الشيخ سعد بن عبدالرحمن الحصين الملحق الديني بسفارة المملكة العربية السعودية في عمان في كتابه المؤرخ في 5/1/1417هجرية ،أن جلالتكم قد منع اقامة تمثال لكم في عمان ، فسرني ذلك كثيرا ، وشكرت لجلالتكم هذا العمل ، ورأيت الكتابة الى جلالتكم في ذلك شاكرا وراجيا من جلالتكم اصدار الامر الكريم بتحكيم الشريعة المطهرة في المملكة الاردنية الهاشمية في جميع الشؤون،كما حكم بها جدكم أفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وحكم بها خلفاؤه الراشدون وأئمة الهدى بعدهم ،عملا بقول الله سبحانه (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) وقوله عزَّ وجل (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ). (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون )؟(ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون )
ولا يخفى على مثل جلالتكم أن في تحكيم الشريعة المطهرة صلاح امر الدنيا والاخرة والفوز بالسعادة الابدية .
فأسأل الله باسمائه الحسنى وصفاته العُلى ان يشرح صدركم لذلك ويعينكم عليه ،وأن يصلح لكم البطانة ،وأن يعيذنا من مضلات الفتن وبطانة السوء ونزعات الشيطان ،انه جواد كريم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مفتي عام المملكة العربية السعودية وادارات البحوث العلمية والافتاء