"اللافاسدون" .. آن كشفهم !
أ.د. محمد الفرجات
07-02-2019 12:37 AM
ما أن أشرت إلى مقالي القادم تحت هذا العنوان حتى بدأت المكالمات تهل إستفسارا عن هؤلاء، والكل ممن إتصلوا قرأوا مع الحماس العنوان دون تمعن بالأحرف.
اللافاسدون، هم حالة مشرفة يا سادة في وقت عصيب، منهم مزارع يتمترس في أرضه يزرع ويقلع ويحصد، ويوفر لنا الغذاء على مدار العام، ولا يكسب سوى القليل، وأحيانا كثيرة يخسر.
منهم سائق سرفيس صابر محتسب على تواضع دخله اليومي، وتجده يتصدق منه كرما وحبا وطاعة، ويطعم الزاد هنا وهناك.
منهم طبيب يموت في عيادة الطواريء في ريع شبابه، لأنه ببساطة داوم فوق طاقته أضعافا من الساعات، وإستقبل وعالج مئات المراجعين.
منهم معلم يوفر التعليم لأبنائنا، وعسكري يحرس حدودنا، وشرطي يحمي شوارعنا وبيوتنا، وممرض يقدم العلاج لمرضانا، وموظف مخلص يسهل معاملاتنا، ومخبري صادق بتحاليله،... هم كثر.
نعم، فهم كثر، وإن الحديث عن الفساد أنسانا نعما قد تزول لا قدر الله تعالى إن لم نذكرها ونحمده عليها عز وجل، ونثني على كل من يعمل ويقدم ويبذل ويعطي.