حريقٌ تزكمُ أنفَ الوطنممدوح ابودلهوم
12-05-2007 03:00 AM
لست على يقين – وأرجو أن لا أكون – من أن توصيف الحريق أعلاه ، يتناسب مع ما يجري على الساحة الإعلامية الأردنية من إدانات ومصادرات ، تكاد تعصف ديمقراطياً ووطنياً بالجسم الصحفي بخاصة ، وبمستوى الخطاب الإعلامي كأقنوم من أقانيم التغيير بمعنى التحديث بوجه عام ، إذ أن أي توصيف أخر – إلا إذا كان أشمل – سينزل في باب الإستخذاء ، في مقابل الإستقواء على الوطن في توجهه الديمقراطي ، ومهما يكن من أمر فإنه يبقى العنوان الأخف وطأة على المتابعين لهذا المسكوت عنه ، باعتبار ما سيكون عليه الواقع مستقبلاً إن ظل هذا السكوت مخيماً ، ومستنيماً أيضاً للخيار النعاميّ دفناً للهامات الوطنية في الرمل الخلاسيّ ، ذلك أن ما يُشعَلُ من حرائق بين مفتعلة وحقيقية هي ليست وليدة هذا الراهن المفخخ ، بل هي محصلة لتراكمات تعود تاريخياً إلى عقدين من الزمان تزيد أو تنقص قليلاً ، تشكلت عناصر مركبها البغيض من غير مستصغر شرر تتباين في الهوى حتى لا نقول وفي الهوية أيضاً ، بل وتتزيّا كل مرة بثوب جديد وتتخفى أيضاً بقناع مختلف ، لكن كان الطيبون أصحاب النوايا الحسنة دائماً لها بالمرصاد ، غير أن النوايا الطيبة هي إحدى الطرق التي تودي إلى الجحيم – كما يقال في الأدبيات الدبلوماسية ، و بخاصة حين تنقلب الموازين وتختل المعادلات بحيث يصبح الجهر وطنياً بإزاء وخيم عواقبها حراماً سياسياً !انتابني ضحك لكنه كما البكاء وأنا أقرأ السطور الأولى في مقالة مراسل القدس العربي في عمان ، دفاعاً ليس غريباً أو مستهجناً على كل حال عن رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين ، في مواجهة الأخير لبيان نقابة الصحفيين حول استطلاع أجراه مركزه حول الحريات الإعلامية في الأردن ، ثم راح يستبد بي لون خاص من الغضب ما بعد تقدمة المقال ، حتى إذا ما انتهيت منه وقرأت التعليقات المناصرة له على هامشه ، تحول الغضب إلى غضبة هي إنسانية – لم أُأَردنُها حتى الآن خوف حريق متربص ليس على أجنداتي ، وبخاصة أنني لم أقرأ أي كلمة موضوعية تقول خيراً أو حتى تنصف البيان أو النقابة أو النقيب ، وإذ لا بواكيَ مع يقيني أنهم الكثرة الكاثرة والأغلبية الساحقة من القابضين على جمر النهوض الإعلامي في الوطن ، فإنني كمواطن ومجرد كاتب صحفي وأجزم بانتسابي إلى خندق باسل من خنادق العمل الإنتمائي إعلامياً وثقافياً وانعتاقياً أولاً ، وبعد أن أقفز عن التراشق الأحادي حتى لا أقول الأحول كونه من طرف واحد لا من طرفين ، وذلك بحق النقابة بنقيبها وخطابها الوطني كونها واحدة من أذرع المسيرة الديمقراطية في البلاد ، أبادر بأني لم أقع على تخريجة وطنية واحدة أو أجد تفسيراً قانونياً أو ديمقراطياً أو حتى أخلاقياً واحداً ، يسعف في فهم موقف رئيس المركز حين جلس على المنصة الرئيسة ووضع أمامه باقة الزهور كالعادة في البحر الميت ، بعد أن دعا معالي رئيس مجلس النواب الأردني إلى مؤتمر صحفي ، على هامش (مواجهة الاثنين) بين نواب وصحافيين تحت القبة الموقرة ، إذ أن المؤتمر هذا قد جاء بعد حسم الخلاف بزيارة معاليه معتذراً إلى نقابة الصحفيين ، والتي كانت بحق لفتة حضارية وطنية فضلاً عن أن معاليه قد (لعبها صح) كما يحلو لساستنا تضمينها حواراتهم ، حين اعتذر شفهياً و خطياً وغطته في اليوم التالي جميع وسائل الإعلام بمعنى إغلاق الملف (تماماً) ، فلماذا إذن استناداً إلى ذلك تصديقاً له و مصادقة عليه قام رئيس المركز بتلكم الدعوة / المؤتمر ؟، فإن لم يكن ذلك نكئاً لجرح قد تم علاجه في حينه في بيت الصحفيين .. فماذا يكون ؟، أيكون – من باب حسن النية – حجاً آخر لمَحجٍ مختلف لا نعرفه – إذ لا حج (والحجاج راجعين) ؟، أم تراه إقصاءاً وتهميشاً ومصادرة لدور النقابة ونقيبها ، في حل مشكلة قد نجحا في حلها على الوجه الأمثل أو المطلوب ؟، أنا لن أجيب ولن أعلق بأنه قد يكون أيضاً ، حركة التفاف أو دق إسفين أو حجراً ألقاه مجنون في بئر الحال – كما يقول العوام ، أكتفي بهذا القدر من التساؤلات أضعها برسم الإجابة من لدن العارفين !
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة