الدكتور صابات : لوسائل الإعلام دور مهم في التوعية حول موضوع علم الفلك
06-02-2019 06:51 PM
عمون - أكد الباحث في الفيزياء الفلكية الدكتور حنا صابات أن لوسائل الإعلام دوراً مهماً في التوعية حول موضوع علم الفلك والتنجيم، والتمييز بين المجالين، وبخاصة مصطلح "فلكي" أو"عالم فلك" وهو الذي يعتمد على الفيزياء والرياضيات والحاسوب في دراسته للكون وظواهره، ومصطلح "مُنجم" وهو صاحب المهنة الأسطورية التي تعود إلى عصر البابليين والذي يعتقد بقدرته على قراءة المستقبل.
وفي محاضرة بعنوان "التنجيم من منظور علمي فلسفي تاريخي"، القاها مساء أمس الثلاثاء في مقر الجمعية الفلسفية الأردنية بعمان دعا الدكتور صابات، وسائل الإعلام أن تقلل من استضافة المنجمين في برامجها ومن تعاملها مع التنجيم كحقيقة علمية.
وبين الدكتور صابات أن علم الفلك يهتم من منظور علمي حديث، بدراسة كل ما هو فوق الغلاف الجوي الأرضي من أجرام سماوية، من حيث نشأتها وتطورها وتفاعلاتها والقوانين الطبيعية التي تحكمها، من خلال رصد نواقل المعلومات الآتية من الكون (كالضوء والإشعاعات الكهرومغناطيسية الأخرى)، أما التنجيم فهو فن متوارث منذ القدم يعتقد ممارسوه بإمكانية معرفة الصفات الشخصية للإنسان وطالعه ومصيره من حيث العمل والحب والنجاح وغيره من أحداث انسانية وعالمية أخرى بربطها بمواقع الأجرام السماوية.
وقال إنه من منظور علمي حديث، يمكن توجيه الكثير من الانتقادات للتنجيم، ومنها؛ انه طبقاً للمنجمين فإن دائرة البروج (المسار الوهمي الذي تعبره الشمس ظاهرياً في السماء خلال العام) تقسم إلى 12 قسماً متساوياً، يشكل كلاً منها أحد بروج السماء، أي أن فترة البرج الواحد هي نحو 30 يوماً. أما واقعياً، فإن أطوال البروج (وهي مجموعات نجمية متفاوتة) تتباين، ولكل منها مسافة زاويّة مختلفة. وتابع "كما أن معدل تحرك الشمس ظاهرياً في السماء متغير، نظراً لأن سرعة الأرض المدارية حول الشمس متغيرة (فمدارها إهليلجي)، وبالتالي تحتاج الشمس مثلاً إلى 45 يوماً لعبور برج العذراء و8 أيام فقط لعبور برج العقرب".
وبين أن المواعيد الحالية لدخول الشمس وخروجها من البرج الواحد تختلف عما يستعمله المنجمون، وهذه المواعيد تتغير بسبب حركة بطيئة في محور دوران الأرض تعرف بالحركة البدارية وتستغرق دورتها الكاملة حوالي 25800 عام، والتي ينتج عنها تغير مواعيد دخول الشمس وخروجها في البروج وتغير اتجاه القطب السماوي الشمالي.
ومن الناحية الفيزيائية، اوضح الدكتور صابات ان تأثيرات كواكب النظام الشمسي على الإنسان والحياة على الأرض (إن كانت إشعاعية أم جاذبية) يمكن إهمالها مقارنة بالعوامل الأخرى المؤثرة والموجودة في محيط الإنسان، وذلك بسبب البعد الهائل لهذه الأجرام عن الأرض. --(بترا)