صمت في السرابد. محمد القضاة
06-02-2019 01:07 AM
تسرقنا الحياة وتشدنا أحوالها ننسى في لحظة من الزمن أننا في قصة لها بداية ونهاية، قصة تعجز عن الوصف بمشاهدها وحلوها ومرها، بعجرها وبجرها وصورها وتفاصيلها، إنها قطار يمضي في طريقه يضع كل واحد منا في محطة، والذكي من يعتبر من وحيها وتجاربها، فهل نتأمل معانيها وحقائقها ومظاهرها؟ لكننا نغفل عنها، وماذا نقول لمن يأكلون حقوق العباد، ومَنَ يتعالون على الناس بخيلائهم، ومَنَ يفترسون جوع الفقراء بغيهم، ومَنَ يظنون أنّ النفاق والكذب وجلد الناس بالباطل والظلم أحسن من المحبة الصادقة، ومَنَ يتظاهرون بالمحبة وهم يضمرون عكس ذلك!؟ هؤلاء لا يعرفون أنّ العداوةَ موتٌ، والصداقة حياةٌ، ولا يفهمون أنّ المحبةَ الصادقة بين الأفراد والشعوب تغني الناس عن الظلم والنفاق، وأن التواضع سموٌ للنفس، ودليل على عظمة من يتصفون بها، وأن الذئاب أشرف من بعض البشر؛ إذ لا يمكن أن يفترس ذئبٌ ذئبا ولو قتله الجوع، غير أن البشر يفترسون بعضهم بعضا بعد التخمة، وأن من يعادوك هم من مرضت ضمائرهم، ويحزنهم أن يروا ثوب النعمة على أحد، وهم من الحساد؛ خاصة أن أشرف الناس عرضة للحسد، ومن المقصرين في شأوهم، ولذلك علينا أن نملأ حياتنا بالفضائل والحب والكرم والسخاء والعطاء دون حساب لأحد. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة