سيدي جلالة الملك .. نشكوهم اليك
طلال صيتان الماضي
13-08-2009 03:15 PM
بعد أن استمعنا الى النطق السامي من لدن جلالتكم وانتم تكلئوون به جراح آمالنا التى تطاول عليها المرجفون والمشككون والمنظمون الى جوقة رئيس الكنيست الإسرائيلي الذي صرح ودون اي وازع أخلاقي او سياسي يردعه بأن الوقت مناسب الآن لأن تقام الدولة اليهودية على ضفتي النهر , ناسيا أو متناسيا بأن هناك وطن اسمه الاردن شرقي النهر عصي على الأعداء تحرسه الأفئدة والأرواح بقيادة هاشمية كريمة أرادت أن تكون رسالتها الى هؤلاء وأولئك من خلال قواتنا المسلحة سياج الاردن ودرعه الحصين .
ولكننا يا سيدي نبادلك المكاشفة والمصارحة التي اختطيتموها نهجا مباركا لمسيرتكم الرشيدة , فالكثير يا مولاي وعبر سنين عدة مضت تطاولوا على الدستور وبصور مختلفة , فمنهم من عطل بقصد نص المادة ( 45 / 1) من الدستور التي اعتبرت الولاية العامة في ادارة شؤون الدولة الداخلية والخارجية لمجلس الوزراء المسؤول مسؤولية تامة امام جلالتكم اولا ومن ثم امام الشعب من خلال ممثليه الشرعيين , وكان الهدف من وراء ذلك فراغ الحكومات من مضامينها الوظيفية لتهتز الثقة بين المسؤول والمواطن وكان لهم ما أرادوا .
فلم تعد الحكومات قادرة على اقناع المواطنين باي توجه ترغبه اوترى بانه ضرورة لتنفيذ احد برامج الدولة المنوي طرحها , وشواهدنا على ذلك كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر مشروع اللامركزية الذي عجزت الحكومة عن طرحه بطريقة تترجم الرؤيا الملكية وتقنع المواطن في ان معا , بل تعد الامر الى أكثر من ذلك حيث تغول اصحاب الفكر المتمرد على الدستور على مفاصل الدولة الاردنية وثوابتها بحجة الإصلاح والتغير وكان لنا معهم تجارب مريرة فكلما تغلق عليهم القوى السياسية الوطنية والصحافة الحرة المسؤولة باب يفتحون أبوابا اخرى , وشواهدنا على ذلك ايضا كثيرة كان آخرها قانون الضريبة الموحد الذي تحفزت له القوى الوطنية الشريفة ونجحت الصحافة الوطنية الحرة في كشف عورته , الا أن اصحاب الفكر المسموم والمتبنين لهذا المشروع لم يلقوا سلاحهم وقاموا باخراجه لنا بثوب جديد من خلال الاربعة قوانين كان اولها مشروع قانون ضريبة الدخل الذي لم يستطع مجلس النواب وبكل ما اوتي من قوة سواء تأخير البت فيه تغير بعضا من مواده المجحفة , ولا نعرف ما سيحضرون لنا ولوطننا في قادم الأيام .
ولا ننسى يا سيدي محاولاتهم البائسة التي تدمى القلوب وتصدع العقول لتغير تعامل ديوانكم العامر الملجأ الأخير للأردنيين وشرفاء الأمة , واستبدال ما اعتدنا عليه من أسلوب هاشمي عربي رفيع باسلوب ادارة الشركات التي تتعامل مع الموظفين والزبائن على مبدأ الأرباح والخسائر , فكم من متعاقد قدم استقالته عندما وجد فرصة اسثثمارية أحسن مما هو عليه فيه ناسيا قدسية الزمان والمكان التي تغلف الديوان الملكي العامر ,وتعدى الأمر الى تنكر بعض موظفيه لرجالات الدولة الأردنية الذين لهم اسهامات جُلى في بناء الأردن الحديث غير آبهين بنظرية الحكم الرشيد التي تقدم الولاء على الكفاءة بالرغم من أن وطننا يزخر بالكفاءات المسكونة بالولاء للقيادة والإنتماء للوطن .
فماذا عسانا ان نقول لك ... نقول بك بملء الفم نحن لك ومن ورائك ولن يهزموا فينا انتمائا ولن يجرحوا لنا ولائا ولكن ان الوقت لان يقال لهم كفى عبثا بالوطن وتاريخه .... كفى عبثا بالوطن ومنجزاته .. كفى عبثا بالوطن وطموحاته ... ولتعلموا ان العقد الاجتماعي بين القيادة والشعب قائم على قناعة الأردنيين بشرعية النظام ومشروعية برنامجه العروبي والاسلامي مع احترام قيادته لكرامة شعبه ومواطنيه .
رعاك الله سيدي ... ويسر لك بطانة صالحة تتمثل الخلق الهاشمي الرفيع ... تنطلق في أعمالها من فكر الثورة العربية الكبرى وشرعية الحكم الهاشمي الخير .
طلال صيتان الماضي / البادية الشمالية