سواليف وشر البلية ما يضحك
د.محمد جميعان
05-02-2019 02:12 AM
شر البلية ما يضحك ، والبلية هنا من البلاء وهي؛ المصيبة التي تحل بقوم ولا يجدوا لها حلا ، الا بالسواليف التي تروح عن النفس ، وتذهب عنهم عناء التفكير بما حل بهم من دمار وفساد وخيانات وغدر من قوم تغاجؤا بغزوهم ، وجاءت المصيبة على ايديهم..
والسواليف جمع سالفة وهي ؛ ما كان الناس يمارسونه من ثرثرة وسرد لاقاويل وحكايا يقطعون او يمضون بها ليلهم ويطلقون عليها تعاليل ، وسواليف اخرى كانوا يمارسونها اثناء الحصاد ويطلقون عليها " سواليف حصيده "، لعلهم يبددون بها بعض العناء ووخز الشوك الذي عادة ما يتواجد او يختبئ بين الزرع كالخلايا النائمة ، يتفاجأؤن بوخزة ، فيستبدلون الصراخ والالم ببعض السواليف يستذكرون فيها ماضيهم وبعض امجادهم يتخللها بعض الهجيني من قحف الراس ( وهو الغناء الشعبي باغلى الصوت ).
حتى جاء عصر المقاهي او القهاوي كما يلفظها البعض، وكان ذلك مع زوال الاستعمار ، وحلول انظمة الاستبداد ، فكان هناك الحكواتي الذي يسرد لهم السواليف من بنات افكاره وخيالاته ، وما استجمع من الكذب والمواهب يتلهى بها الناس عن شؤون السياسة وعواقبها ، وعادة ما ينهي الحكواتي كلامه سولافة كزب ولا منامة بيت خالتك " السجن" وسامحونا..
عندما تصبح السياسة سواليف او على شاكلتها، سيما في عصر العلم و السرعة والنت والفضائيات وتبادل المعلومات الفائق ، فاعلم يا رعاك الله ؛ ان الليل حل وينتظرون الصباح ، او ان الشوك ادماهم وخجلوا من الصراخ ، او ان الطفر والاستبداد والفساد وصل حد اطار صواب الراس واخذ يهذي بالسواليف..؟!