عمون - انطلاقة الوحدة القوية التي لم تدم طويلاً.. تراجع الوصل.. استعادة النصر قليلاً من التوازن.. ماراثون ثلاثي بين الشارقة والجزيرة والعين.. أهداف بني ياس في الدقائق الأخيرة وأشياء أخرى، دروس كثيرة تعلمناها خلال النصف الأول من دوري الخليج العربي، الذي انتهى بتصدر الشارقة جدول الترتيب برصيد 31 نقطة، ويأتي خلفه العين والجزيرة وكل منهما في رصيده 28 نقطة، وتتبقى للعين مباراة مؤجلة بسبب مشاركته في مونديال الأندية.
إليكم الأشياء التي تعلمناها بعد متابعة كل الفرق على مدار 13 جولة من دوري الخليج العربي:
الدفاع أولاً
نظرة خاطفة على جدول الدوري تُخبرنا أن الفرق الأكثر قدرة على المنافسة هي التي نجحت في تأمين شباكها وتجنب استقبال الكثير من الأهداف، وعلى سبيل المثال فإن فريق الوحدة الذي سجل 33 هدفاً في 12 مباراة يتواجد في المركز الخامس، ويسبقه في المركز الرابع فريق شباب الأهلي وسجل 26 هدفاً، وفي المركز الثالث يتواجد العين الذي سجل 28 هدفاً.
الوحدة سجّل أهدافاً أكثر لكنّها لم تشفع له في احتلال مركز متقدم لأن شباكه تلقت 26 هدفاً، في حين اهتزت شباك شباب الأهلي 19 مرة، أمّا العين فهو صاحب أقوى دفاع وتلقى 11 هدفاً فقط.
ويعد الشارقة أكثر فرق الدوري نجاحاً في تقديم أداء متزن بين الدفاع والهجوم، وسجل لاعبو الملك 34 هدفاً، وتلقت شباكهم 15 هدفاً، وهو صاحب ثاني أقوى خط هجوم بالدوري بعد الجزيرة برصيد 37 هدفاً، وثاني أقوى خط دفاع بعد العين.
لا استسلام!
بات معتاداً في الموسم الحالي أن تتضاعف الإثارة في الدقائق الأخيرة من المباريات، وخسرت العديد من الفرق نقاطاً مهمة في الرمق الأخير.
وتشير الإحصاءات إلى أن 29.1% من أهداف النصف الأول من الموسم جاءت بعد الدقيقة 75 من عمر المباريات، وشهد الدور الأول تسجيل 329 هدفاً جاء 95 هدفاً منها بعد الدقيقة 75.
ويعد فريق بني ياس أكثر فرق الدوري تسجيلاً في الربع ساعة الأخيرة حيث سجل 11 هدفاً في الدقائق الأخيرة في حين سجل 13 هدفاً بدءاً من انطلاقة المباراة وحتى الدقيقة 75، وسجل الفجيرة نصف أهدافه هذا الموسم في آخر ربع ساعة، وهز الذئاب الشباك 20 مرة جاءت عشر مرات منها بعد الدقيقة 75.
ومن المفارقات أن الشارقة المتصدر هو أقل فرق الدوري تسجيلاً للأهداف في الدقائق الأخيرة، إذ سجل ثلاثة أهداف فقط بعد الدقيقة 75، وجاءت معظم أهداف الملك بين الدقيقتين 16 و45.
الصدارة لا تعني التراخي
تستند فرق الصدارة في أحيان كثيرة إلى فارق النقاط بينها وبين فرق الوسط والقاع، وتخوض بعض مبارياتها وكأنها محسومة قبل انطلاقها.
وفي النصف الأول من الموسم الحالي واجهت فرق الصدارة صعوبة كبيرة في مثل تلك المباريات، ولم تعد تأمن التعثر أمام أي منافس مهما كانت الفوارق بينهما.
وعلى سبيل المثال حين واجه الشارقة المتذيل دبا تقدم عليه بثلاثية نظيفة قبل أن يتمكن النواخذة من تسجيل هدفين في الدقائق الأخيرة، لتنتهي المباراة بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وواجه الشارقة صعوبة كبيرة على ملعبه في مباراته أمام عجمان وتعادل الفريقان بهدف لكل منهما، وتعادل الملك على ملعبه مع اتحاد كلباء بهدفين لكل فريق.
وكذلك عجز الجزيرة عن الفوز على دبا، وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لكل فريق، وسجل إدريس فتوحي قائد النواخذة التعادل في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع.
الاستمرارية تتفوق على الانطلاقات المدوية
بعد انقضاء ثلاث جولات من الدوري كان رصيد الوحدة تسع نقاط ورصيد شباب الأهلي ثلاث نقاط فقط، ومع نهاية الدور الأول حلّ شباب الأهلي رابعًا برصيد 25 نقطة والوحدة خامساً برصيد 18 نقطة، مع الإشارة إلى أن الوحدة لديه مباراة مؤجلة مع العين بسبب مشاركة الأخيرة في مونديال الأندية.
تبدلت الأحوال بمرور الوقت، حوّل شباب الأهلي بدايته المتعثرة إلى نجاح كبير بسلسلة من الانتصارات، وتعطل قطار الوحدة وتخلف عنه، الحال نفسه أيضاً لفريق اتحاد كلباء الذي حصد تسع نقاط من أول أربع جولات فقط، ثم حصد تسع نقاط في الجولات التسع التالية.
المنافسة على اللقب تحتاج إلى نفس طويل ومُثابرة، وهو ما نجحت فيه فرق الصدارة وبخاصة الشارقة الذي حافظ على سجله خالياً من الهزائم خلال الدور الأول بأكمله.