كنت حاضرا بالامس في لقاء عقدته وزارة الشباب بينها وبين شركاء العمل الشبابي من اللجنة الشباب في مجلس النواب ، ولجنة الاعيان للحوار الشبابي ومؤسسة ولي العهد وصندوق الملك عبدالله الثاني ، وكان الحوار في اللقاء حول فلسفة العمل الشبابي في استراتيجية يعلن عنها خلال الأيام القادمة بعد أن ظلت حبيسة الادراج لسنوات ،على الرغم مما يعانيه شباب الوطن من تحديات تطالعهم صباح مساء ، لا تبدأ بغيابهم عن المشهد ككل ولا تنتهي عند حالة التمكين الاقتصادي والسياسي في مجتمعنا الذي يوصف بالمجتمع الشاب والفتي وفق مؤشرات الدراسات السكانية .
وليس بعيدا عن اللقاء فإن الاشتباك الإيجابي الذي لا بد ان تاخذ به الدولة بمختلف مؤسساتها مع الشباب ينطلق من التمكين :-تمكينا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بعيدا عن انتقائية هؤلاء الشباب ،وفرض الوصاية على أفكارهم وتوجهاتهم ،بما يعود بتفعيل طاقات معطلة بالفائدة على انفسهم وعلى مجتمعهم والوطن بحسب ما لديهم من توجهات .
آن الأوان أن نفكر بآلية نجعل الحاضر و المستقبل من صناعتهم لأنفسهم، بخيارتهم هم لا خيارات من حولهم ،وكنت قرأت للكاتب العربي احمد امين في رسائله إلى ولده وبالمناسبة عمرها اليوم يقارب على السبعين عاما وفيها يقول
( أي بني !
لست أريد أن أبثك رأيي وألزمك به، فأنت حر في اختيار آرائك ووزنها بميزانك، ولكن هذا لا يمنعني من أن أبث إليك بعض آرائي لا عن طريق إلزامك بها، ولكن رغبتي في نفعك جعلتني أعرض عليك كل ما أرى لترى فيه ما ترى.)
آن قرأت الدولة بمؤسساتها المختلفة مادتي هذه فأنني أنصح ان تعيد صياغة خطابها للشباب كما تعيد صياغة المؤسسات لمهامها وواجباتها ،ولا أطيل في عرض فكرتي فإن عملية دمج ثلاث وزارات مع هيئات عديدة تعنى بعمل الشباب ورعايتهم وتمكينهم في هيئة واحدة تبتعد هي عن إدارتها ،ولا تتخلى عن دعمها وتمكينها تشريعيا من ممارسة الدور المأمول .
أرى أن دمج وزارات الشباب والثقافة والتنمية السياسية في وحدة أو هيئة واحدة يحقق كل رسائل هذه المؤسسات ويقلص نفقاتها ويترجم برامجها القائمة على تمكين سياسي واقتصادي واجتماعي فالشباب هم الغد باشراكهم بالأحزاب السياسية وهم الغد في رسم مستقبل الاقتصاد.