دماء واصوات اطلاق عيارات نارية وجثث مسجاة على الارض وصراخ وعويل وطفولة بريئة تذبح بطريقة وحشية وصيحات انقاذ ومشاهد درامية صباحية مع بزوع فجر يوم الاحد كانت جميعها في منطقة الرابية لا لشي وانما لعدوانية اب ووحشيته التي ادت الى القضاء على عائلته بصورة كاملة ومهما كان السبب فان ذلك لا يبرر ان يمزق اجساد اطفاله برصاصات مسدسه ويرتكب محزرة بشرية بمن يجب ان يحميهم ويكون لهم السند والامان في هذا الزمان ، وتلك اختهم الطفلة المرعوبة قد فرت من ذلك المتوحش والذي اسمه ابوها بحثا عن نجاة من موت محقق ، واي حياة ستحياها تلك الطفلة التي نجت باعجوبة وكيف لها ان تنسى صوت اطلاق العيارات النارية والدماء وجثث امها واخوانها الذين فقدتهم وتلك المشاهد الدرامية المؤلمة التي لم نرى مثلها الا في افلام الرعب الامريكي ولكن في هذه الحالة بطريقة اردنية .

لا ادري كيف فكر هذا الاب المجرم في قتل زوجته بهذه الرعونه خاصة في اوقات الصباح الباكر فبدلا من ان يقوم بايقاظ ابناءه واعداد الحليب والشاي لهم ابت حماقته الا ان يجعل منهم جثث هامدة في مشهد درماتيكي تجعل الانسان يقف مشدوهاً امام هذه الحالة من الاستغراب والاستهجان والاستفسار كيف لديه كل هذه الجرأة والبرود ان يقتل ابناءه بصورة بشعة يطاردهم في ارجاء المنزل بكل حقد وغل لقتلهم وليس لمداعبتهم ومضاحكتهم .

ان هذا النمط من الجرائم البشعة الغريبة على مجتمعنا والتي مهما كان سببها انما تعبر عن حالات من الاستفسار والسؤال والبحث عن اسبابها مع كثرة الجرائم في الفترة الاخيرة وخاصة الانتحار بصورها المختلفة والتي تستدعي من اصحاب الاختصاص والخبرة للتأمل بها ومعرفة اسبابها ودوافعها وهل نقص الوازع الديني وضغوط الحياة وتردي الوضع الاقتصادي يؤدي الى قتل الابرياء وهل قدرهم ان تكون نهاية حياتهم على يدي والدهم خاصة ان هذه الجريمة البشعة يظهر بها معالم التخطيط المسبق لتنفيذها من خلال ساعة تنفيذها والاسلوب المتبع بها واصراره على ذلك والذي يظهر من عدد الطلقات النارية التي مزق بها اجساد ابناءه الابرياء ويلاحظ مقدار المفارقة العجيبة ان كثير من العائلات محرومون من الابناء وتحاول الحصول على طفل باي طريقة بينما هذا المجرم يضرجهم بالدماء يقتل فرحتهم في الحياة ومهما كانت الاسباب الدافعة لارتكاب جريمته فليس له الحق في قتلهم كما قتل نفسه بل يا ليته اكتفى بقتل نفسه اراح عائلته من شره وحقده ومرضه النفسي ولا نقول الا رحمة الله على اولئك الابرياء الذين قضوا غدراَ وظلماً . ولا حول ولا قوة الا بالله .
bsakarneh@yahoo.com