عام بعد عام .. ونمضي بجامعة الحسين الى الأمام.
الدكتور محمد صالح جرار
31-01-2019 09:28 PM
جامعة الحسين بن طلال...أول جامعة أردنية تأسست في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم...أخذت على عاتقها منذ تأسيسها الريادة والابداع والابتكار، والخروج من الاطار التقليدي للعملية العلمية والتعليمية وخدمة المجتمع، الى الاطار الحديث الذي يتواكب مع متطلبات التطور والحداثة، بالرغم من كافة المعيقات والتحديات التي تواجهها.
واليوم أصبحت جامعة الحسين بن طلال محط أنظار المجتمع الأكاديمي والطلبة داخل الأردن وخارجها، بفضل الأسلوب الحديث الذي انتهجته الادارة الحالية للجامعة، وتحقيق التميز على مستوى الجامعات الاردنية والعربية في عدة مجالات أهمها اعتماد رئيس الجامعة وسائل التواصل الاجتماعي من خلال صفحة الفيس بوك التي يديرها ويشرف عليها مباشرة دون وسيط، في التواصل مع الطلبة والعاملين والمجتمع المحلي، في بادرة قد تكون الأولى على مستوى الجامعات الأردنية بهذا المستوى من التمثيل، مما سهل على طلبة الجامعة ايصال صوتهم وحل العديد من المشاكل التي تواجههم بعيدا عن البيروقراطية وسياسة الابواب المغلقة، في التواصل ما بين الطلبة والعاملين ورئيس الجامعة.
ناهيك عن أسلوب فريد في خدمة الطلبة والعاملين والمجتمع المحلي تمثل في مبادرة فريدة من نوعها وأثرها الايجابي تمثلت في مبادرة " العلم والثقافة للجميع" والتي تمكن الطالب من أخذ أية مادة مطروحة على مستوى الجامعة في غير مواد تخصصه، لقاء مبلغ زهيد، وتحتسب له بعد اجتياز متطلبات المادة كدورة تدريبية في سجله الأكاديمي وسيرته الذاتية، بحيث يتمكن الطالب نظرا لوجود وقت فراغ كبير لدى الطلبة من زيادة مخزونهم العلمي والثقافي خلال مدة دراستهم في الجامعة.
اضافة الى تمكن أي من العاملين في الجامعة أو من أبناء المجتمع المحلي في كافة القطاعات ممن يرغب في تطوير قدراته ومهاراته وثقافته في أي حقل من حقول المعرفة، أخذ أية مادة مطروحة في الجامعة سواء أكانت علمية أو انسانية لتطوير وتعزيز مهارته وخبرته وثقافته في المجال الذي يرغب به، يحصل بعد اجتيازه لمتطلبات المادة على شهادة دورة تدريبية في نطاق هذه المادة.
وانسجاما مع التطور الاعلامي وايمانا من رئاسة الجامعة بأن التربية الاعلامية والمعلوماتية لم تعد ترفا أو رفاهية في ظل التطور العلمي والتكنولوجي، بل أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة، لكون الأعلام أحد أنماط التربية التي تقوم على الخطاب الجماعي، وتركز على تعزيز بعض القيم الايجابية وتنميتها، وتقويم بعض القيم السلبية.
قامت الجامعة من خلال كلية الآداب وقسم الأعلام والدراسات الأستراتيجية، بالتعاون مع منظمة اليونسكو/ مكتب عمان، والذي قام بدعم الجامعة من خلال انشاء وتجهيز مختبر حاسوب مجهز بأحدث الأجهزة خدمة لأهداف التربية الأعلامية والمعلوماتية.
بطرح مادة" التربية الأعلامية والرقمية" كمادة اختيارية لجميع طلبة الجامعة في مختلف تخصصاتهم، تهدف الى أكساب الطلبة مهارات التعامل مع الاعلام ووسائل الاتصال الحديث ومصادر المعلومات المعاصرة، في خطوة ريادية تمهد الى فتح تخصص الاعلام في جامعة الحسين بن طلال.
هذا غيض من فيض الأبداع والتميز الذي تحقق خلال السنة المنصرمة فقط، ولا يكفي مقال لذكر جميع أوجهه وتفاصيله، وما كان هذا ليتحقق لولا الأدارة الحصيفة الواعية للجامعة وانفتاحها وتجاوبها مع كافة مكونات المجتمع ومؤسساته.
واليوم ونحن نقف على أعتاب سنة جديدة بعزم أكيد لكافة منتسبي الجامعة وهمة لا تعرف اللين بأن نمضي بجامعة الحسين بن طلال، الى المكانة التي تستحقها وتليق بها بالرغم من كافة التحديات التي نواجهها.
ونحن بحاجة الى تضافر كافة الجهود المخلصة لأبناء الوطن لتحقيق هذا الهدف ولتمكين الجامعة من أداء دورها العلمي والتعليمي والتنويري في محافظة معان والوطن بأجمعه.