facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




حالنا مع القراءة!


سليمان الطعاني
31-01-2019 11:31 AM

"اقرأ". هي أول كلمة نزلت من السماء على خاتم الرسل وأفضل من مشى على هذه الأرض، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، بالرغم من أنه كان نبيًّا أميًّا لا يقرأ ولا يكتب.. فكانت القراءة بهذا النداء الرباني غريزة وفعلاً انسانياً عالمياً وصفة عالمية مشتركة وصيرورة سرمدية بين الأمم والشعوب على مرّ الأزمان والدهور، ومرقاة لكل إنسان حي نحو الكمال والتفوق، ونافذة من أهم نوافذ المعرفة الإنسانية التي يطل منها الفرد على الفكر الإنساني طولاً وعرضًا، وعمقًا واتساعًا، وأداة للتعرّف والارتباط بالثقافات المعاصرة والغابرة،

فهي لا تقف بالإنسان عند معرفة معاصريه ولا ثقافة عصره، ولكنها تعبر به آفاق الوجود الإنساني في ماضيه الحافل بالعبر والأحداث، وفي حاضره المليء بالتغير في مختلف مجالات الحياة، بل وتشق به غمار المستقبل أملاً وإشراقًا وتطلعًا، وبها يستنشق الإنسان عبير الفن ينتجه الفنانون أدبًا يمس العاطفة، وشعرًا يخاطب الوجدان، وقصة تؤنس الفؤاد، وبها يلتقي الإنسان مع فكر الإنسان، كما أن القراءة لها تأثيرها في بناء شخصيته وتكوينه، فالإنسان صنع بيئته وصنع ثقافته، فقراءته تُكوِّنُ تفكيره، وتخلق لديه اتجاهات متنوعة، أو تعدل من هذه الاتجاهات، وتُوجِدُ عند القارئ الكثير من الميول أو تقضي عليها.

لكن حالنا مع القراءة لم تزل سخرة كما يصفها العقاد، يساق اليها الأكثرون طلباً لوظيفة أو منفعة فقط، ولم تزل عند أمم الحضارة حركة نفسية كحركة العضو الذي لا يطيق الجمود! حال بائسة نحن عليها فمعظم الناس وعلى اختلاف مستوياتهم وتعليمهم عازفون عن القراءة!!

قل لي ماذا تقرأ أقول لك من أنت! وإن كنّا نعاني من فجوة واسعة بين واقع الحياة ومعرفتنا بها ومدى خبرتنا في التعامل معها فإن القراءة هي وسيلتنا لردم هذه الفجوة والتقليل من حدتها فهي القراءة تؤدي دوراً مؤثراً في ايقاظ وعي الفرد وتوجيه سلوكه وتعميق ادراكه بمكامن الحياة الحقيقية والأصيلة.

كتّابنا باتوا يكتبون أكثر مما يقرؤون، نحن أمة نتكلم ونثرثر أكثر مما نقرأ أو نسمع، والكاتب بات يعرف أنه ليس هناك قرّاء حقيقيون أصلاً يسألونه عما يكتب أو نقّاد ينتقدونه وقد أصبح بذلك غير خاضع لأي رقابة يصول ويجول ويكتب في كل شيء،

كتّابنا يكتبون ويقولون" ما حدا بيقرأ " القارئ في نظرهم انسان مستسلم مسلوب القدرة على النقد لا يستطيع النفاذ الى الأعماق ولا يستطيع تلمّس متعة القراءة وجدواها في زمن لا تتأتى في المعرفة الا من خلال الغوص في جوف المعلومات واستخلاص الحكمة منها واستثمارها.

وفي غياب القارئ الجاد تموج الآن فضاءات الانترنت الواسعة بالنصوص والطروحات الواهية والمماحكات والمساومات والمواربات المشبوهة مما ساعد على انتشار حالة اللامبالاة وعدم الثقة في كل ما يكتب أو ينشر سواء في وسائل الاعلام أو غيرها.

نحن بحاجة الى ان نستعيد حب القراءة في قلوبنا حتى تنمو لدينا الرغبة في الاصغاء للآخر وتعليم طلبتنا جدوى القراءة وافهامهم أن القراءة ليست مضيعة للوقت!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :