نتغنّى بالإبداع والابتكار. وتتباهى استراتيجياتنا الوطنية به. ويفخر قانون التربية والتعليم به، ويتزين الإطار العام للمناهج الأردنية برعايته، ومع ذلك لم يفعل أحد شيئاً! وحين فعل حسام الطراونة ذلك الشيء، الذي لم يفعله سواه. وأنشأ ناديا للإبداع في الكرك. ورعى شباب الكرك، وقدم استعداداً لرعاية شباب الأردن، قابله بعض الناس بالحماسة، وقابله آخرون بكل أشكال الإحباط !!

إذن لدينا من ترجم استراتيجياتنا إلى أفعال، بل سبق الاستراتيجيات، وأعلن نادي إبداع الكرك أنه نادي غير ربحي !! بل لم يدفع أي مشارك أي مبلغ: دورات مجانية، فرص نمو مجانية، تواصل مجاني مع الآلات والأجهزة والخبراء.

تلقى النادي وعوداً بالدعم. شركات تدعي أنها تهتم بالمسؤولية المجتمعية، دفع بعضها القليل وأحجم، ورفض بعضها لأنه لا يعرف معنى العمل التطوعي الإبداعي الجاد. والدولة ليست قادرة على المساهمة حتى لو كانت راغبة، إذن أين هي المسؤولية المجتمعية؟ لن أقول أنها مسؤولية شركة الفوسفات أو البوتاس باعتبارهما "كركيات الجغرافيا" ولكن كل شركة أردنية مطالبة بتوفير سبل الحياة لهذا النادي، الذي لو كان تجارياً أو ربحياً، ربما لم يحتج أحداً !! فالمطلوب من كل القادرين، شركات وأفراداً وجماعات وجمعيات وطنية. أن لا تتوقف عن دعم هذا النادي، بل المطلوب من كل هيئة أو شركة أن تؤسس أندية إبداعية داخل هياكلها.

ولعل إدارات شركاتنا تعي أن قسم الموارد البشرية في المؤسسات المحترمة صار يسمى: إدارة الإبداع أو إدارة تنمية الإبداع.

وعودة إلى نادي إبداع الكرك الذي:
- نشر الوعي بأهمية الإبداع
- درب الشباب على مهارات إنتاج الافكار الإبداعية
- كان الرائد في العناية بالإبداع والمبدعين.

هذا النادي نموذج سيلهم كل مدينة وشركة ومؤسسة وبلدية للعناية بالإبداع والمبدعين. نعم ! هناك من دعم النادي معنوياً:
وزير الشباب والرياضة الحالي محمد أبو رمان
مفكرون وباحثون
وزير التربية الأسبق : د. عمر الرزاز

لكن ليس بالدعم المعنوي وحده يحيا الإبداع !! نريد مسؤولية مجتمعية للشركات الكبرى في مقدمتها البوتاس والفوسفات وغيرهما.

ولكي لا نقول: في الصيف ضيعت اللبن، نقول احرصوا على هذا النادي قبل فوات الأوان !!! ولنتذكر جميعاً: إن مخرجات النادي هي مدخلات تطوير الوطن !!