معركة الوعي والإنجاز محلياً ودولياً
د. عبدالله فلاح الهزاع الدعجة
30-01-2019 01:11 PM
تمر المنطقة بمرحلة دقيقة ومنعطف حرج نوعا ما يتصف بتداخل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية وثأثيراتها المتبادلة إذ تحتاج الى تحليل سياسي اقتصادي اجتماعي بمنهجية متداخلة التخصصات تتوافق مع استحقاقات المرحلة والوصول الى نتائج ايجابية تسهم في تشكيل الصورة الكلية للمشهد العام ، و تشكيل السيناريوهات المستقبلية حيال هذه الظروف و التحديات .
ولطالما استطاعت الدولة الأردنية بحكمة القيادة ورؤيتها الثاقبة إلى تحويل التحديات إلى فرص إيجابية تخدم الموقف العام للدولة والمصلحة الوطنية العليا استناداً إلى وعي الشعب الأردني ، هذا الوعي الذي يعرف البوصلة الحقيقية بدقة متناهية والى أين نريد أن نصل من غير تضليل أو انزياح بالانشغال بقضايا قد يحسبها البعض ذات أهمية ، وبالتالي قد تبعدنا قليلا عن الطريق القويم الذي يوصلنا إلى أهدافنا.
إن الرهان على الوعي هو الرهان الرابح لأنه هو الذي يعطي شرعية للإنجاز بحيث يتم مراجعة المسيرة وإجراء التقييم الموضوعي حسب مؤشرات القياس ولكافة القضايا الملحة التي نشتبك معها اليوم إشتباكاً إيجابياً ومنها على سبيل المثال القضايا المدرجة على الأجندة الإصلاحية الأردنية مثل تطوير الحياة السياسية ، وإصلاح القطاع العام وتطوير الإدارة العامة، و متابعة البرامج التنموية على مستوى التخطيط و التنفيذ ، وأخيراً وليس آخراً ملف علاقات الأردن الخارجية الذي يحافظ على الأردن مركزاً محورياً في المنطقة كما كان دوماً.
لقد حافظ الاردن على مسافة حيوية مع الكل بحيث ظل بمنأى عن الأحداث الخطيرة التي عصفت بالمنطقة العربية بالعشر سنوات الأخيرة وبفضل حكمة القيادة ظلت العلاقة الودية والحنونة بين القيادة الهاشمية بقيادة جلالة الملك والشعب الأردني، فعلى الدوام كان جلالته ليس صمام الأمان الذي يحفظ مكونات الشعب الأردني ويعمل على رفدها بالطمأنينة والأمان فحسب بل كان الأب الحاني على أبناء شعبه أيضاً فيده الخيرة المعطاءة امتدت لتصل إلى الجميع وقد كانت آخر هذه اللمسات الإنسانية الطافحة بالحنان هي لحظة لقاءه برفقة سمو الأمير الحسين مع عامل الوطن والتي تعبر عن الخلق الاردني الهاشمي الرفيع .