ما قاله عبدالله العتوم عن الملك والعفو عند المقدرة!
باسم سكجها
29-01-2019 07:52 PM
كنّا، عبدالله العتوم وأنا، في سيارتي، حين منعنا وجود عشرات آلاف المواطنين، في الطريق من مدينة الحسين الرياضية للوصول إلى المقبرة الملكية، حيث سيدفن بعد قليل الحسين الذي رحل قبلها بيومين، فقال لي عبدالله بحزن، وكان مديراً لوكالة الانباء الأردنية/ بترا: لن نستطيع الوصول في الوقت المناسب، فلنعد لنتابع على التلفزيون، لأنّه سيكون على البثّ المباشر، وأضاف: الله يكون بعونك يا عبدالله بن الحسين.
وكانت تربط بين عبد الله بن الحسين وعبدالله العتوم علاقة شخصية من نوع حميم، فهو يتفاءل بيوم الثلاثين من شهر كانون الثاني، لأنّه يصادف عيد ميلاد “عبدالله أبي الحسين” وميلاد إبنته “لبنى العتوم، وزوجها عامر البريشي”، وهكذا فالعلاقة هنا شخصية ترتبط بتاريخ الميلاد، ولكنّها علاقة عامّة أيضاً لأنّها ترتبط بالأردن، تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً.
زارني عبد الله اليوم قادماً من سوف إلى دبين، وبدأ رحلة من البوح عن علاقته الحميمة بالحسين الراحل، وابنه طويل العمر عبدالله، حيث أسبوع يفصل بين عيد ميلاد الملك وتوليه العرش، وكيف اختار ملك البلاد وريثه ملك البلاد الجديد قُبيل رحيله بقليل، وعند صديقي أبي علي الكثير من التفاصيل التي شهدها في تلك الفترة، وما قبلها بكثير، ويظلّ يقول: هي سيرة من تاريخ حبّ وتحديات وكبرياء وعظمة.
الكلام، هنا، لعبدالله العتوم، وأنا أبصم على صدق كلامه، فالملك عبدالله الثاني ورث جينات الحسين العسكرية، والسياسية، وصدق علاقته مع الشعب، وأكثر من ذلك: فالملك الذي يبلغ من عُمر العرش عشرين سنة بعد أيام، أكّد على إرث الهاشميين بالوصاية والولاية على القُدس، وعاند الدنيا الظالمة من أجلها، فهناك قبر الحسين بن علي، وهناك استشهد جدّ والده عبدالله، ولا مناص من القبلة الأولى، مهما كان، ومهما يكون.
يقول عبدالله العتوم: سيّدنا… كلّ عام وأنتم بخير، ولكم جزيل الشكر على العفو العام الذي يصدر في عد ميلادكم البهيّ، فهو الاقتراب الحقيقي من قضايا الشعب بالصفح والعفو والعدالة والمغفرة لمن حادوا عن الدرب المستقيم، فالعفو عند المقدرة هي رسالة جدّ الأجداد أعظم الخلق سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلامه…
وللحديث بقية.