نحتاج الى القراءة المستمرة في خطاب جلالة الملك
د.بكر خازر المجالي
29-01-2019 02:08 PM
* اكثر من عشرة اشكال للخطاب السامي
نبارك لجلالة الملك عبدالله الثاني عيد ميلاده السابع والخمسين ، مع امنيات العمر المديد في خدمة الوطن الاردني وقضايا الامة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وجوهرها القدس الشريف العربية .
وعلى مدى عشرين عاما من القيادة الرشيدة لجلالته، فقد كان قائد فكر ومعرفة ،وقدم ولا زال يقدم التصور الافضل لنهج الحكم والادارة والعمل الديمقراطي وتحقيق البوابات الاربع التي كان ينادي بها جلالته وهي : الكرامة والديمقراطية وتكافؤ الفرص والعدالة ،
ونحن نحتاج الى المراجعة بين الحين والاخر للخطاب السامي الذي اتخذ اشكالا عدة : كخطاب العرش ،والخطاب الموجه للامة ، والكلمات التوجيهية اثناء الزيارات ،ولقاءات مجلس الوزراء ، واللقاءات مع شرائح المجتمع المختلفة في مضارب بني هاشم ، وايضا الاوراق النقاشية ومقالات جلالته وتغريداته ،اضافة لكلمات جلالته في المحافل الدولية خاصة في البرلمانات الدولية ومنبر هيئة الامم المتحدة ، وايضا فيض المقابلات الصحفية والتلفزيونية عدا عن الخطاب السامي في مؤتمرات القمة العربية والاسلامية وغيرها.
ومن قراءة تحليلية لابعاد الخطاب السامي المحلية والعربية والدولية، فاننا نستطيع صياغة رؤية لما يجب عليه ان يكون الاردن النموذج الذي هو دائما حاضرا في ذهن جلالته ، وكيف نكون الافضل في خدماتنا ورؤانا وان نحقق مركزا مرموقا على كل المستويات لنبقى موضع احترام المجتمع الدولي ، هذا الاحترام الذي تأسس بفضل القيادة الهاشمية عبر حقبها الاربع .
في السنوات العشر الاولى من عام 1999 الى عام 2010 تقريبا كنا نلاحظ تركيز الخطاب السامي المحلي على الاصلاح السياسي والاجتماعي ،وحتى نلاحظ من المصطلحات المتداولة في الخطاب مثل كلمات : الاقصاء واغتيال الشخصية والتغول ودور صالونات عمان ،والشفافية وحكومة الظل ،وان يكون لدينا حزبين او ثلاثة ، وغيرها ،ملاحظ الحرص على تحقيق التماسك والتناسق الاجتماعي ، والتغير حصل في السنوات العشر التالية بسبب التغيرات الدولية وتباين العلاقات بين الدول العربية ،ومضاعفات القضية الفلسطينية ،فكان التركيز على الجهد الدولي في ايجاد الحل المشرف الذي يؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية الكاملة وعاصمتها القدس العربية .
وبعد نهاية الربيع العربي وتداعياته ،كان تركيز جلالته على سلامة المجتمع الدولي وضرورة الاستمرار في التنسيق للتصدي للارهاب والعنف والتطرف ، وتشارك الاردن مع كل دول العالم في الحرب على الارهاب .
وبالتالي فان خطاب جلالته باشكاله التي ذكرتها ، هي مصدر ثري لنجد لانفسنا طريقا صحيحا في خدمة المجتمع الاردني والارتقاء بانفسنا لنكون اهل حضارة عريقة وراسخة ،ولنا الثوابت التي ترددت في الخطاب السامي وتركز على دور الاردن المحوري والاساسي في قضايا المنطقة والاقليم ، وان الانسان الاردني الذي كان محورا في خطابات عدة هو رأسمال هذا الوطن وهو الاغلى وصانع مسيرة التنمية والتطوير ،وهو قادر على الوصول الى الديمقراطية السليمة كما قدمتها الاوراق النقاشية لجلالته .
كل عام وانت بخير يا سيدي ، ودام الاردن عزيزا عظيما بجيشه الباسل واجهزته الامنية . وكل عام وكل الوطن بخير .