facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




التربية الإعلامية في مواجهة غزو العقول!


سليمان الطعاني
28-01-2019 06:31 PM

دراسة علم الاتصال والاعلام لم تعد تقتصر على طلبة الاعلام والاتصال والمختصين فيما يبدو انطلاقا من أهمية هذا الموضوع وتشعبه في حياة الناس جميعا، ما دفع جهات تربوية واكاديمية على نطاق دولي تطالب بإدخاله ضمن مناهج التدريس في المدارس والاقسام العلمية بالجامعات بغية توضيح مفاهيمه وتعريفه لطلاب المدارس والمعلمين دون ان يبقى موضوع فهمه محدداً ومحصوراً في قاعات كليات الاعلام والاقسام العلمية المختصة به نظراً لأهميته في حياة الانسان.

وفي ظل التطور التقني الكبير في السنوات الاخيرة، أصبح الاعلام الرقمي واقعا مفروضا على الجميع بشبكاته المعاصرة الكونية الطابع وشبكاته التفاعلية واسعة النطاق والتي تتيح للأفراد الانغماس Immersion في بيئات تفاعلية كونية Global interactive environments باتت معها مهارات التفكير الناقد والمهارات التقنية غير كافية للبقاء دون فهم طبيعة وقوة التفاعلية نفسها،
تشير الدراسات الإعلامية الى أهمية التربية الإعلامية وضرورتها كاتجاه عالمي جديد بعد هيمنة وسائل الإعلام من خلال العديد من البرامج والرؤى والدراما، على الجمهور المتلقي، وأصبحت تشكل خطورة كبيرة عليه بحيث أصبح المتلقي مستهلكاً فقط لا منتجا لما يقدم له من كم هائل من المعلومات التي تجعله يتأثر بها بشكل مباشر أو غير مباشر وهذا التأثير أصبح بازدياد يوما بعد يوم دون إدراك المتلقين لما تحدثه تلك الوسائل في مختلف مجالات حياتهم وأنماطها.

كما تشير الدراسات الإعلامية الى ضرورة التربية الإعلامية في التعرّف على مصادر المحتوى الإعلامي وأهدافه السياسية والاجتماعية والتجارية والثقافية والسياق الذي يرد، ويشمل التحليل النقدي للمواد الإعلامية، وإنتاج هذه المواد وتفسير الرسائل الإعلامية والقيم التي تحتويها”.

مصطلح التربية الاعلامية Media Education يعني بكيفية تنشئة الفرد بطريقة يستطيع من خلالها التعامل والتعاطي مع وسائل الإعلام، على اختلافها مسموعة ومرئية ومطبوعة وفضائيات وإنترنت وشبكات تواصل اجتماعي، وانتقاد سلطة النصوص الإعلامية، ولا يتم ذلك الا من خلال تضمين التربية الإعلامية كإحدى مفردات التربية الأسرية، أو من خلال تضمين مراحل التعليم المختلفة مقررًا خاصًا بالتربية الإعلامية... سيما وأن وسائل الإعلام لا تقدم مجرد عرض بسيط للواقع الخارجي، بل هي تعرض تراكيب مصاغه بعناية تعبر عن طائفة من القرارات والمصالح المختلفة.

وهنا يأتي دور التربية الإعلامية تفي تفكيك عملية تصنيع المواد الإعلامية، وفهم المنتجات الإعلامية، ومن ثم فهم كيفية استخدامها. مما يشكل قاعدة للتفكير النقدي التأملي عند المتلقين ضمن بيئة مشبعة المواد الإعلامية.

يؤكد الخبراء أن الشباب وخاصة الذي لم يصب حظاً كافياً من التعليم إذا كان واعياً ببيئته وملماً بأحداث الساعة، من خلال اطلاعه على الوسائل الإعلامية، وقادرا على استخدام أدوات الاتصال في التعبير عن ذاته، سيصبحون مواطنين مستنيرين An enlightened citizen صالحين وأفضل تكوينا وأكثر التزاما، بسبب وعيهم بما يدور حولهم. مما يشجعهم على المشاركة الفعالة في المجتمع.

التربية الإعلامية تمكن الناس من تفسير المواد الإعلامية ومن تكوين آراء واعية عنها بوصفهم مستهلكين لها، وتمكنهم من أن يكونوا منتجين للمضامين الإعلامية، فالغاية التي تتوخاها التربية الإعلامية هي تطوير الملكات النقدية والإبداعية لدى الطلاب وتنشئتهم بطريقة يستطيعون من خلالها التعامل والتعاطي مع وسائل الإعلام المختلفة بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :