فيوليتا بولتش* : ربط الاتحاد الأوروبي مع المملكة الأردنية الهاشمية
28-01-2019 02:59 AM
ربط الاتحاد الأوروبي مع المملكة الأردنية الهاشمية
دعونا نتشارك الخبرات لإنقاذ الأرواح على الطرق في الاردن
يعد الأردن شريكاَ قيّماَ لنا كأوروبيين على المستويات الثنائية والإقليمية والعالمية. ونحن معجبون بدور الأردن المحوري في تعزيز الاستقرار والاعتدال والتسامح بين الأديان في الشرق الأوسط. وندرك تماماَ بأن هذه المهمة ليست بالمهمة السهلة وجهودكم الكبيرة المبذولة في هذا الصدد معروفة في أوروبا.
يتمحور تعاوننا في الوقت الحاضر حول ثلاثة أهداف أساسية: تعزيز الاستقرار الاقتصادي الكلي والنمو المستدام القائم على المعرفة وتعزيز الحكم الديمقراطي وسيادة القانون وحقوق الإنسان، والاستقرار والأمن الإقليمي بما في ذلك مكافحة الإرهاب. بالإضافة إلى أهداف التنمية الوطنية، تهدف إستراتيجية التعاون التي نقدمها إلى دعم الأردن في تقدمه نحو تنفيذ الالتزامات المتفق عليها على المستوى الإقليمي والتي تشمل مجالات الطاقة والبيئة وتغير المناخ والنقل.
أحد الأهداف الرئيسية لزيارتي للأردن هو تسليط الضوء على جانب من جوانب النقل ذو أهمية خاصة بالنسبة لي: ألا وهو السلامة على الطرق. حيث تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن 2306 شخص ماتوا على طرق الأردن في عام 2016. وهذا يعني إزهاق 2306 روح لأشخاص كانوا آباء وأمهات وإخوة وأخوات وأزواج وزوجات وأطفال – وبالطبع سيتضاعف هذا الرقم إذا أردنا إدراج الأشخاص الذين تعذبوا نتيجة هذا الفقد وأولئك المصابين بجروح خطيرة على الطرق.
يمكننا بالطبع تجنب هذه الخسائر بالأرواح بألّا نسمح لهذا القاتل الصامت في عصرنا بالتجول في طرقنا – سواء في أوروبا أو في الأردن.
أتمنى خلال زيارتي للأردن أن أشارك رؤيتي السياسية مع الجهة المستضيفة المبنية على المعرفة والممارسات الجيدة والسياسات التي أعدها الاتحاد الأوروبي. وأتطلع بالطبع إلى الاستماع إلى تجارب وأفكار الأردن حتى نتعلم من بعضنا البعض. وأعلم أن سلامة الطرق من الأمور المهمة للأردن.
تمكن الاتحاد الأوروبي بين عامي 2001 و 2010 من خفض عدد الوفيات على الطرق بنسبة 43 ٪ وزادت هذه النسبة بمقدار 20% بين عامي 2010 و 2017. وهي أرقام مثيرة للإعجاب بالفعل، لكنني سأسعد فعلاً عندما لايكون هناك أية وفيات أو إصابات خطيرة جراء حوادث السير على الطرق في الاتحاد الأوروبي لأن حياة كل إنسان ثمينة ومهمة لنا. هذه هي الفكرة التي تبنيناها عند إعداد رؤيتنا التي تطمح للنسبة 0 من حوادث الطرق.
من منطلق تجربتنا في الاتحاد الأوروبي أود أن أقترح على الأردن أن يبدأ رحلته بتبني الرؤية 0 حوادث على الطرق، مع اعتماد نهج "الأنظمة الآمنة" الذي يأخذ بعين الاعتبار حتمية وقوع الحوادث ولكنه يركز على الحفاظ على سلامة مستخدمي الطرق والمشاة وعلى تقديم إجراءات حماية متعددة، تشمل الطرق والأرصفة وتحديد السرعة والمركبات واستخدام الطرق. حيث إذا فشل جزء من أجزاء النظام في تأدية عمله سيبقى لدينا أجزاء أخرى توفر الحماية للأشخاص المتأثرين بالحوادث.
أود أن أدعو الأردن إلى صياغة استراتيجية واضحة للسلامة على الطرق تشمل الأهداف المرجوة والإجراءات المقررة. قد تتضمن هذه الإجراءات تدابير بشأن سلامة المركبات والبنية التحتية. ولقياس سير التقدم نحو تحقيق هذه الأهداف لا غنى بالطبع عن استخدام معايير الجودة والبيانات القابلة للمقارنة إلى جانب إجراء المتابعة المستمرة للنتائج.
كيف ستتمكن بدون التقييم من التأكد بأنك على المسار الصحيح وإذا كان هنالك حاجة لتعديل الإجراءات في حال الانحراف عن هذا المسار؟
في النهاية، وجدنا بأن إنفاذ قواعد المرور مع تقديم التوعية اللازمة لمستخدمي الطرق لهما كبير الأثر على السلامة على الطرق في الاتحاد الأوروبي وبأن أسبوع التعبئة السنوي ومشروع Edward (اليوم الأوروبي بدون وفيات نتيجة لحوادث الطرق) فعّالين للغاية.
أتطلع إلى الاستماع إلى وجهات النظر حول نهج الاتحاد الأوروبي خلال زيارتي للأردن وأود التنويه بأن الاتحاد الأوروبي مستعد دائماً لمشاركة الأردن وغيرها من دول العالم في حال رغبتها في معرفة المزيد عن الكيفية التي استطعنا بها تخفيض نسبة ضحايا حوادث الطرق في أوروبا. مشاركة المعلومات تعني إنقاذ الأرواح – وهي أكبر مكافأة نتطلع للحصول عليها.
*المفوض الأوروبي لشؤون النقل