حواضن الفساد !!رجا طلب
28-01-2019 12:39 AM
نغفل حين ندقق في سلوكنا الاجتماعي المُغلف «بالعصبية القبلية أو العشائرية»، ظاهرة احتضان الفساد وحمايته رغم إقرارنا الأخلاقي برفضه والعمل على فضحه ومقاومته، فنحن نعلن محاربتنا للفساد ومقاومته والتشدق في ذلك أمام الآخرين أو أمام وسائل الإعلام، غير أننا سرعان ما نرمى خلف ظهورنا هذا المبدأ الأخلاقي والقيمي حين يكون المتهم بالفساد أحد الأقارب أو أحد أبناء العشيرة أو القبيلة، عندها نبدأ بالتفكير في كيفية الانتقام من المنظومة المجتمعية برمتها عقاباً لها على مجرد اتهام هذا القريب أو ابن العشيرة بالفساد، فالاحتجاج المقرون بالشغب والفوضى ضد اتهام «هذا» أو «ذاك» بتهم تتعلق بالفساد يشكل ووفقا لعلم الاجتماع الحديث التأسيس لما يسمى «بالبيئة الحاضنة للفساد» على غرار «البيئة الحاضنة للإرهاب أو الحاضنة للأعمال الجرمية»، وفي السنوات الأخيرة باتت ظاهرة الاحتجاج العنيف تضامنا مع ابن العشيرة أو القريب المتهم بالفساد، ظاهرة مقلقة أخذت تُضعف بشكل كبير أسس الحياة المدنية وتعمل على فك ارتباط المجتمع «بالسلم المجتمعي» والمنظومة القانونية الحامية له وتكرس في المقابل حالة الفوضى والعنف وتشويه الصورة التاريخية الايجابية والناصعة للعشيرة وللعشائرية في المجتمع الأردني والمتمثل في دعم الاستقرار وتكريس وخدمة العدالة ورفع الظلم عن المظلوم والمساهمة في إحقاق الحق لمستحقيه. مازال لدينا فسحة من الزمن لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة و التي باتت تفتك بالنسيج الاجتماعي والبيئة القانونية لبلد مثل الأردن كان ومازال مثالا في التعاضد ونموذجا لدولة القانون والمؤسسات والتسامح. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة