طارق الجرايشة والحلم المشروع في رحلة التعب التي لا تنتهي
أميه العلوان
27-01-2019 01:06 PM
قاتل وائل جرايشة عمره كله الطريق الصحراوي، لم يخف منه يوماً لكنه خاف على أحبته
وكأنه صراع بين نور وظلام
قبل مدة هاجمه هذا الوحش وحطم مركبته وأصابه بعدة رضوض ..لكنه وائل
إستمر بالمقاومة
لعن جميع المسؤولين في العلن وتتبع كل العطاءات وفضح الفاسدين منهم
كان يعرف جيداً أين يكمن الخطر
كان يصرخ دوماً من الصحراوي وظلمه وظلامه
ويرجع سبب الحوادث ليس للسرعة إنما لغياب العدالة
يقول وائل في مقال له نشر في عمون بعنوان "حادثة ضبعة" :
في ظل غياب التنمية والعدالة وتفشي الواسطة والمحسوبية ينحسر العمل في قطاع النقل بمحافظة الطفيلة على عدد محدود من المتنفذين والاثرياء وبعضهم كمن أصابه المس يبحث عن الدراهم والدنانير غير آبه بالناس البسطاء الكادحين
فتجد حافلاتهم المهترئة تسير على طرق دولية دون أدنى مراعاة لشروط السلامة العامة وذلك دون متابعة من الجهات المختصة بعد أن نخر فساد المحسوبية والواسطة جسد إنسانيتنا ..
ثم يذكر عدة حوادث أليمة كمثال
يضيف وائل الذي كان دائماً يشعر بالفجوة بين عمان ومناطقنا النائية البائسة وبالتحديد شعوره الدائم على الصحراوي فيقول:
"هنالك سوء في عوائد التنمية أدى الى فقدان معيار التوازن بين العاصمة والمحافظات لتصبح بذلك العاصمة هي الدولة بكافة مفاصلها"
ثم يذكر بالتفصيل والأرقام المشاريع والعطاءات التي تبخرت وينهي بحلم طفيلي :
الطفايلة لا يريدون جسراً معلقاً بين صنفحة وعيمة ولا بين العيص والمنصورة هم يريدون أدنى متطلبات ما يمكن للدولة أن تقدمه من خدمات وبنية تحتية لمنطقة هواها غربي في عمان.
اليوم هذا الوحش إستطاع النيل من وائل فأصابه في كبده فقتل له شقيقة طارق
هذا الظلام ينتصر ويستمر بسبب صمتنا وفسادنا
الكابوس الموحد لأهل الجنوب هو الموت على الطريق الصحراوي.. هذا إرهاب دائم
"أما آن للدولة أن تدرك أن هؤلاء هم أبناؤها يعيشون دون أدنى مقومات العيش الكريم"
رحم الله الشاب طارق
ولعن الله الفساد والفاسدين
كم سيموت منا لكي نصحو
لكنه كما قلت يا صديقي حلم مشروع في رحلة التعب التي لا تنتهي
ونحن .. نحن حالمون في الوصول الى عتبات عمان