وزيرة الطاقة تبشرنا بالفرج .. !
حسين الرواشدة
27-01-2019 12:40 AM
أغبط السيدة وزيرة الطاقة على ما لديها من آمال واحلام حول مستقبل الطاقة في بلدنا، واتمنى - من قلبي- ان يكتب الله لي من العمر ما يكفي لرؤية بعض ما بشرتنا به في تصريحاتها الاخيرة.
اعرف بالطبع ان ما ذكرته الوزيرة حول وجود ترتيبات لتصدير الكهرباء من الاردن الى العراق وسوريا اثار موجة من تعليقات الجمهورالساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي، تماما كما فعل حين اشهرت الحكومة قبل اسبوع قائمة السلع و»السلاحف» المعفاة من الضريبة، لا بأس، فهذه روح السخرية التي دبت في اوساط الناس بمجتمعنا بعد ان ودعوا «وصمة « الكشرة التي الصقت بهم، لكن الاهم من الكهرباء التي ما زالت قصتها معلقة بلا اجابات، هي البشرى التي زفتها الوزيرة للاردنيين بان «يصبح الاردن دولة نفطية «، ولم لا ..، كما قالت الوزيرة، فلطالما نستطيع استخراج برميل واحد فالامل قائم. والامل دائما بالله قائم .
صحيح، قيراط امل في هذه المرحلة التي يشعر فيه اغلبية الناس باليأس جراء ازمة اقتصادية خانقة، وحصار اقتصادي ( بحسب وزيرة الاعلام) من كافة الجهات، افضل بكثير من المصارحات الكئيبة التي تنشر الخوف والذعر بين الناس تجاه مستقبلهم. وربما يكون هذا القيراط من الامل ابلغ رد ايضا على استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية الاخير الذي افاد فيه نحو ثلثي العينة الوطنية المستطلعة بان اوضاعنا تسير بعكس الاتجاه الصحيح.
ما علينا، المفارقة هنا ان ذاكرة الناس ( هل اقول للاسف) ما زالت تحتفظ بكثير من وعود الامل التي سمعوها من المسؤولين فيما مضى : ثمة تصريحات لوزير سابق حول توقيع اتفاقيات للاستثمار مع شركات عالمية بخمسة مليارات دينار ( اكيد تذكرونها ..!)، وثمة وعود اطلقها مسؤول آخر بتوفير مئات الالاف من فرص العمل للشباب، وقبلهم رؤساء وزارات بشرونا بنهاية عصر لمديونية الخارجية وعجز الموازنة العامة، وبزوغ فجر الرفاه والفرج.
لا اريد هنا ان اقلب المواجع، ولا انا اقارن بين ماض فات وحاضر نتمنى ان يتبعه فجر صادق، اريد فقط من الوزيرة التي جاءت الى الوزارة من موقع متخصص بالدراسات الاستراتيجية والخطط العلمية، ان تصارحنا بخطة وترتيبات تنفيذ هذا الامل بتصدير الكهرباء الى دول الجوار، هل هذه الكهرباء ستعتمد على الغاز ام على الطاقة الشمسية ام على بدائل اخرى، وكم ستكون عوائدها على اقتصادنا، كما اريد ان اذكرها قبل ذلك ايضا بوعود خفض اسعار الكهرباء على المواطنين وازالة بند فروق المحروقات عن الفاتورة، واخيرا بقصة آلية تسعير المشتقات النفطية التي لم يقتنع بها الناس حتى الان .
يحسب للحكومة الحالية انها اختارت تحسين الصورة لترسيم علاقتها مع المواطنين، واعتمدت سياسة بث روح الامل لاستعادة ثقتهم، لكن هنالك فرق كبير بين تحسين الصورة وتزيينها وبين اصلاح الاصل او ترميمه على الاقل، هنالك فرق كبير بين الامل والوهم، الامل الصحيح القائم على وقائع وخطط مدروسة، والامل المغشوش الذي سريعا ما ينكشف فيتحول الى يأس واحباط.
الدستور