في أربعينِكِ يا أمّي أعاهدك أن أبلغ بعض ما صلّيتِ لله ودعوْتِ ورجوْتِ أن أبلغه.
أن أتوكّل على الله وحده.. وأظل أتذكّر مقولتك الرائعة (الرزكه يا بنيي بتحبس وبتطلك).
أن أصل شقيقاتي وشقيقي ولا أسمح للبعاد أن يفرض نفسه واقعاً بعد رحيلك الموجع.
أن أسعى متمثلاً قولك (إسعى يا عبدي وأنا بسعى معك).
أن أستعين على أموري بالكتمان كما كنتِ توصيني دائماً.
أن لا أترك لحيتي ولا شعر رأسي يطولان كثيراً كما كنت تفضلين.
أن لا أنحل ولا أهزل ولا أهمل متطلبات صحتي وقيافتي ومظهري.
أن أعامل أسرتي بما يرضي الله.
أن أصون العِرض والقيم والأخلاق وأتمسك بالحق وفلسطين.
أن تظلّي سنديانة البلاد ونبراس الخير ووجدان البوصلات يا أمّي.
أن أزرع في طريق الناس قمحاً، وفي طريق أطفال الخيام والحمام.
أن أرفع دائماً عالياً رأسي فوق كما كنت تنهرينني وتنبهينني.
أن أعود للبِرِّ والتقوى والمكارم والأعالي.. وأنحاز للغلابا وبسطاء الخلق وضعفاء الوطن.
أن أترحّم عليك وأدعو لك كلما طلع نهار وأطلَّ ليل ونادى الباعة في أسواق الرزق الحلال..
رحمك الله يا غالية وجعل حفرة الوجع روضة من رياض الجنة.